ابتداء وخبر ، والتقدير : أشهر الحج أشهر معلومات . ويجوز : " الحج أشهرا " على الظرف أي في أشهر ، وزعم أنه لا يجوز النصب ، وعلته أن " أشهرا " نكرة غير محصورات ، وليس هذا سبيل الظروف ، وكذا عنده : المسلمون جانب والكفار جانب . فإن قلت : جانب أرضهم وجانب بلادهم ؛ كان النصب هو الوجه . الفراء فمن فرض فيهن الحج " من " في موضع رفع بالابتداء ، وهي شرط ، وخبر الابتداء محمول على المعنى أي فلا يكن فيه رفث . فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج على التبرية . وقرأ : ( فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ) جعل " لا " بمعنى " ليس " . وإن شئت رفعت بالابتداء . وقال يزيد بن القعقاع : المعنى : فلا يكن [ ص: 295 ] فيه رفث ، إلا أنه نصب . أبو عمرو ولا جدال في الحج وقطعه من الأول ؛ لأن معناه عنده أنه قد زال الشك في أن الحج في ذي الحجة ، ويجوز : " فلا رفث ولا فسوق " يعطفه على الموضع ، وأنشد النحويون :
لا نسب اليوم ولا خلة اتسع الخرق على الراقع
ويجوز في الكلام : فلا رفث ولا فسوقا ولا جدالا في الحج ؛ عطفا على اللفظ على ما كان يجب في " لا " ، قال : ومثله : الفراء
فلا أب وابنا مثل مروان وابنه إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا
وما تفعلوا من خير يعلمه الله شرط وجوابه . وتزودوا أمر ، وهو إباحة . واتقون أمر فلذلك حذفت منه النون يا أولي الألباب نداء مضاف وواحد الألباب لب ، ولب كل شيء خالصه ، فلذلك قيل للعقل : لب . قال : سمعت أبو جعفر يقول : قال لي أبا إسحاق أحمد بن يحيى : [ ص: 296 ] أتعرف في كلام العرب من المضاعف شيئا جاء على " فعل " ؟ فقلت : نعم ، حكى عن سيبويه يونس : لببت تلب ؛ فاستحسنه وقال : ما أعرف له نظيرا .