قد ذكرناه ، ونزيده شرحا .
قرأ الرؤاسي : ( حافظوا على الصلوات [ ص: 321 ] والصلاة الوسطى ) بالنصب أي والزموا الصلاة الوسطى . وفي حرف : ( وعلى الصلاة الوسطى ) . وروي عن ابن مسعود : " والصلاة الوسطى صلاة العصر " . وهذه القراءة على التفسير لأنها زيادة في المصحف ، والحديث المروي في القراءة والكتابة : ابن عباس لا يوجب أن يكون الوسطى خلاف العصر ، كما أن قوله - عز وجل - : " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر " فيهما فاكهة ونخل ورمان أن يكون النخل والرمان خلاف الفاكهة ، كما قال الشاعر :
النازلون بكل معترك والطيبون معاقد الأزر
ليس الطيبون فيه خلاف النازلين ، وحكى : مررت بزيد أخيك وصديقك . والصديق هو الأخ . قال سيبويه : وقد ذكرنا احتجاج من قال : إن الصلاة الوسطى العصر لأنها بين الصلاتين من صلاة النهار وصلاتين من صلاة الليل . وأجود من هذا الاحتجاج أن يكون قيل لها : الوسطى ؛ لأنها بين صلاتين إحداهما أول ما فرض والأخرى الثالثة مما فرض . وحجة من قال : إنها الصبح أنها بين صلاتين من صلاة النهار وصلاتين من صلاة الليل . وحجة من قال : إنها الظهر أنها في وسط النهار . وقال قوم : هي العشاء الآخرة . وقال قوم : هي المغرب لأنها بين صلاتين من النهار وصلاتين من الليل . أبو جعفر
وقوموا لله قانتين منصوب على [ ص: 322 ] الحال ، وقد بينا معناه .