ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء [ 272 ]
تكلم جماعة في معنى يهدي ويضل ، فمن أجل ما روي في ذلك : ما رواه [ ص: 340 ] سفيان ، عن خالد الحذاء ، عن عبد الأعلى القرشي ، عن عبد الله بن الحارث ، عن أنه قال في خطبته : " من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له " ، وكان عمر الجاثليق حاضرا فأومأ بالإنكار ، فقال : ما يقول ؟ فقالوا : يقول : إن الله لا يهدي ، ولا يضل . فقال له عمر : كذبت يا عدو الله ، بل الذي خلقك ، وهو يضلك ويدخلك النار - إن شاء الله - . إن الله خلق أهل الجنة وما هم عاملون ، وخلق أهل النار وما هم عاملون ، فقال : " هؤلاء لهذه ، وهؤلاء لهذه " . فما برح الناس يختلفون في القدر . قال عمر : قال الله تعالى : أبو عبيد والله خلقكم وما تعملون
وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم " ما " الأولى في موضع نصب بتنفقوا ، والثانية لا موضع لها لأنها حرف ، والثالثة كالأولى .