nindex.php?page=treesubj&link=28908_18467_28739_28911_29786_31011_32109_32238_32410_34091_34230_34236_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7هو الذي أنـزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات [ 7 ] .
هذه الآية كلها مشكلة ، وقد ذكرناها ، وسنزيدها شرحا - إن شاء الله - .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر : أحسن ما قيل في " المحكمات والمتشابهات " : إن المحكمات ما كان قائما بنفسه لا يحتاج أن يرجع فيه إلى غيره ، نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=4ولم يكن له كفوا أحد nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=82وإني لغفار لمن تاب وآمن والمتشابهات نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53إن الله يغفر الذنوب جميعا يرجع فيه إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=82وإني لغفار لمن تاب وإلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إن الله لا يغفر أن يشرك به فأما ترك صرف " أخر " ؛ فلأنها معدولة عن الألف واللام ، وقد ذكرناه .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7فأما الذين في قلوبهم زيغ " الذين " في موضع رفع بالابتداء ، والخبر :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7فيتبعون ما تشابه منه ويقال : زاغ يزيغ زيغا ؛ إذا ترك القصد .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7ابتغاء الفتنة مفعول
[ ص: 356 ] من أجله ، أي ابتغاء الاختبار الذي فيه غلو وإفساد ذات البين ، ومنه : فلان مفتون بفلانة ؛ أي قد غلا في حبها . ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون ) عطف على الله - جل وعز - ، هذا أحسن ما قيل فيه ؛ لأن الله - جل وعز - مدحهم بالرسوخ في العلم ، فكيف يمدحهم وهم جهال . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر : وقد ذكرنا أكثر من هذا الاحتجاج ، فأما القراءة المروية عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ( وما يعلم تأويله إلا الله ويقول الراسخون في العلم ) فمخالفة لمصحفنا ، وإن صحت فليس فيها حجة لمن قال الراسخون في العلم ويقول الراسخون في العلم آمنا بالله ؛ فأظهر ضمير الراسخين ليبين المعنى ، كما أنشد
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه :
لا أرى الموت يسبق الموت شيء نغص الموت ذا الغنى والفقيرا
فإن قال قائل : قد أشكل على الراسخين في العلم بعض تفسيره حتى ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : لا أدري ما الأواه ، وما غسلين ؟ فهذا لا يلزم ؛ لأن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رحمه الله - قد علم بعد ذلك وفسر ما وقف عنه . وجواب أقطع من هذا : إنما قال الله - عز
[ ص: 357 ] وجل - :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ولم يقل - جل وعز - : " وكل راسخ " ، فيجب هذا ، فإذا لم يعلمه أحدهم علمه الآخر . قال
ابن كيسان : ويقال : " الراصخون " بالصاد لغة لأن بعدها خاء . ( يقولون ) في موضع نصب على الحال من الراسخين ، كما قال :
الريح تبكي شجوه والبرق يلمع في الغمامه
ويجوز أن يكون " الراسخون في العلم " تمام الكلام ، ويكون " يقولون " مستأنفا .
nindex.php?page=treesubj&link=28908_18467_28739_28911_29786_31011_32109_32238_32410_34091_34230_34236_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7هُوَ الَّذِي أَنْـزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ [ 7 ] .
هَذِهِ الْآيَةُ كُلُّهَا مُشْكِلَةٌ ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهَا ، وَسَنَزِيدُهَا شَرْحًا - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أَبُو جَعْفَرٍ : أَحْسَنُ مَا قِيلِ فِي " الْمُحْكَمَاتِ وَالْمُتَشَابِهَاتِ " : إِنَّ الْمُحْكَمَاتِ مَا كَانَ قَائِمًا بِنَفْسِهِ لَا يَحْتَاجُ أَنْ يُرْجَعَ فِيهِ إِلَى غَيْرِهِ ، نَحْوُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=4وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=82وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَالْمُتَشَابِهَاتُ نَحْوُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا يُرْجَعُ فِيهِ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=82وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَإِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ فَأَمَّا تَرْكُ صَرْفِ " أُخَرَ " ؛ فَلِأَنَّهَا مَعْدُولَةٌ عَنِ الْأَلِفِ وَاللَّامِ ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ " الَّذِينَ " فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالِابْتِدَاءِ ، وَالْخَبَرُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ وَيُقَالُ : زَاغَ يَزِيغُ زَيْغًا ؛ إِذَا تَرَكَ الْقَصْدَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ مَفْعُولٌ
[ ص: 356 ] مِنْ أَجْلِهِ ، أَيِ ابْتِغَاءَ الِاخْتِبَارِ الَّذِي فِيهِ غُلُوٌّ وَإِفْسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ ، وَمِنْهُ : فُلَانٌ مَفْتُونٌ بِفُلَانَةٍ ؛ أَيْ قَدْ غَلَا فِي حُبِّهَا . ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ ) عَطْفٌ عَلَى اللَّهِ - جَلَّ وَعَزَّ - ، هَذَا أَحْسَنُ مَا قِيلَ فِيهِ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ - جَلَّ وَعَزَّ - مَدَحَهُمْ بِالرُّسُوخِ فِي الْعِلْمِ ، فَكَيْفَ يَمْدَحُهُمْ وَهُمْ جُهَّالٌ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أَبُو جَعْفَرٍ : وَقَدْ ذَكَرْنَا أَكْثَرَ مِنْ هَذَا الِاحْتِجَاجِ ، فَأَمَّا الْقِرَاءَةُ الْمَرْوِيَّةُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَيَقُولُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) فَمُخَالِفَةٌ لِمُصْحَفِنَا ، وَإِنْ صَحَّتْ فَلَيْسَ فِيهَا حُجَّةٌ لِمَنْ قَالَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ وَيَقُولُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ آمَنَّا بِاللَّهِ ؛ فَأَظْهَرَ ضَمِيرَ الرَّاسِخِينَ لِيُبَيِّنَ الْمَعْنَى ، كَمَا أَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ :
لَا أَرَى الْمَوْتَ يَسْبِقُ الْمَوْتَ شَيْءٌ نَغَّصَ الْمَوْتَ ذَا الْغِنَى وَالْفَقِيرَا
فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : قَدْ أَشْكَلَ عَلَى الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ بَعْضُ تَفْسِيرِهِ حَتَّى ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : لَا أَدْرِي مَا الْأَوَّاهُ ، وَمَا غِسْلِينُ ؟ فَهَذَا لَا يَلْزَمُ ؛ لِأَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - قَدْ عَلِمَ بَعْدَ ذَلِكَ وَفَسَّرَ مَا وَقَفَ عَنْهُ . وَجَوَابٌ أَقْطَعُ مِنْ هَذَا : إِنَّمَا قَالَ اللَّهُ - عَزَّ
[ ص: 357 ] وَجَلَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ وَلَمْ يَقُلْ - جَلَّ وَعَزَّ - : " وَكُلُّ رَاسِخٍ " ، فَيَجِبُ هَذَا ، فَإِذَا لَمْ يَعْلَمْهُ أَحَدُهُمْ عَلِمَهُ الْآخَرُ . قَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ : وَيُقَالُ : " الرَّاصِخُونَ " بِالصَّادِ لُغَةٌ لِأَنَّ بَعْدَهَا خَاءً . ( يَقُولُونَ ) فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنَ الرَّاسِخِينَ ، كَمَا قَالَ :
الرِّيحُ تَبْكِي شَجْوَهُ وَالْبَرْقُ يَلْمَعُ فِي الْغَمَامَهْ
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ " الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ " تَمَامَ الْكَلَامِ ، وَيَكُونُ " يَقُولُونَ " مُسْتَأْنَفًا .