شرط تحبون خبر كنتم فاتبعوني أمر ، والفاء وما بعدها جواب [ ص: 367 ] الشرط يحببكم الله جواب الأمر ، وفيه معنى المجازاة ، والمحبة من الله - جل وعز - الثناء والثواب ، وروي أن المسلمين قالوا : يا رسول الله إننا لنحب ربنا ، فأنزل الله - عز وجل - : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " . وعنه - صلى الله عليه وسلم - : " من أراد أن يحبه الله فعليه بصدق الحديث وأداء الأمانة وأن لا يؤذي جاره " ، وقرأ : ( فاتبعوني يحببكم الله ) بفتح الياء ، قال أبو رجاء العطاردي : يقال : يحب وتحب وأحب ، ويحب بكسر الياء وتحب ونحب وإحب ، قال : وهذه لغة بعض الكسائي قيس ، يعني الكسر ، قال : والفتح لغة تميم وأسد وقيس ، وهي على لغة من قال : حب ، وهي لغة قد ماتت . قال : لم تسمع " حببت " . قال الأخفش : لم نسمع " حببت " إلا في بيت أنشده الفراء : الكسائي
وأقسم لولا تمره ما حببته ولا كان أدنى من عبيد ومشرق
قال : لا يجوز عند البصريين كسر الياء من " يحب " لثقل الكسرة في الياء ، فأما فتحها فمعروف يدل عليه " محبوب " . ( ويغفر لكم ) عطف على " يحببكم " وروى أبو جعفر محبوب عن أنه أدغم الراء من " يغفر " في اللام من " لكم " قال أبي عمرو بن العلاء : لا يجيز أبو جعفر الخليل إدغام الراء في اللام لئلا [ ص: 368 ] يذهب التكرير ، وسيبويه أجل من أن يغلط في مثل هذا ، ولعله كان يخفي الحركة كما يفعل في أشياء كثيرة . وأبو عمرو