إن الله اصطفى آدم ونوحا [ 33 ] .
قال : أي إن الله اصطفى دينهم . قال الفراء : هذا التقدير لا يحتاج إليه ؛ لأن المعنى اختارهم ، وروي عن أبو جعفر أنه قال : ابن عباس آدم خلق من أديم الأرض . قال : أديم الأرض وجهها ، فسمي أبو جعفر آدم لأنه خلق من وجه الأرض . قال أحمد بن يحيى : من قال : سمي آدم من أديم الأرض ؛ فقد أخطأ في العربية ؛ لأنه يجب أن يصرفه لأنه فاعل مثل طابق ، قال : ولكنه مشتق من شيئين أحدهما أن يكون مشتقا من قولهم : أدمت فلانا بنفس ، أي خلطته ، فقيل : آدم ؛ لأنه خلق من أخلاط . قال : والقول عندي أن آدم أفعل من الأدمة في اللون . قال : الذي أنكره أبو جعفر أحمد بن يحيى قول أكثر النحويين ، وقد يجوز أن يكون آدم أفعل مشتقا من أديم الأرض ، وأن يكون فاعلا كما قال ، إلا أنا نقدره أفعل فلا ينصرف ، ونوح اسم أعجمي إلا أنه انصرف لأنه على ثلاثة أحرف ، وقد يجوز أن يشتق من ناح ينوح ، ولم ينصرف عمران لأن في آخره ألفا ونونا زائدتين .