قال رب اجعل لي آية [ 41 ]
" اجعل " بمعنى صير ، فلذلك وجب أن يتعدى إلى مفعولين ، و " لي " في موضع الثاني ، وإذا كان بمعنى خلق لم يتعد إلا إلى واحد ، نحو قوله : خلق الليل والنهار قال آيتك ابتداء ألا تكلم الناس خبره ، ويجوز رفع " تكلم " [ ص: 375 ] بمعنى أنك لا تكلم الناس ، مثل " ألا يرجع إليهم قولا " ، والكوفيون يقولون : الرفع على أن تكون " لا " بمعنى " ليس " . ثلاثة أيام ظرف ، وقد ذكرنا قول : إن قتادة زكرياء عوقب بمنع الكلام حين سأل ؛ وهذا قول مرغوب عنه ؛ لأن الله - عز وجل - لم يخبرنا أن زكرياء أذنب ، ولا أنه نهاه عن هذا ، والقول فيه أن المعنى : اجعل لي علامة تدل على كون الولد إذ كان ذلك مغيبا عني . قال : الأخفش إلا رمزا استثناء ليس من الأول . قال : يقال : رمز يرمز ويرمز ، وقرأ الكسائي : ( إلا رمزا ) ، وقرأ علقمة بن قيس : ( إلا رمزا ) وهما اسمان ، والمسكن المصدر . الأعمش وسبح أمر أي نزه الله - جل وعز - عما يقول المشركون ، وقيل : سبح أي صل ، ومنه : فرغ فلان من سبحته . بالعشي قيل : هو جمع ، وقيل : هو واحد ، والأولى أن يكون واحدا للمستقبل . قال : يقال : أنا آتيك عشي غد ، وأنا آتيك عشية اليوم ، وأتيته عشية أمس وعشي أمس . الأصمعي