ومن يعش عن ذكر الرحمن [36]
قال محمد بن يزيد : يعش يتعامى ، وأصله من الأعشى ، وهو الذي [ ص: 110 ] قد ركب بصره ضعف وظلمة ، ومنه جاء فلان يعشو ، إذا جاءه ليلا لما يركب بصره من الظلمة . وقال غيره : عشي عن ذكر الرحمن لم ينتفع بالذكر كما أن الأعشى الذي لا يبصر في الضوء فهو لا ينتفع ببصره كما ينتفع غيره ، و"يعش" في موضع جزم بالشرط وعلامة الجزم فيه حذف الواو وهو مشتق من العشي إلا أنه يقال : عشي يعشى إذا صار أعشى ، وعشا يعشو إذا لحقه ما يلحق الأعشى . وهو من ذوات الواو ، والياء في عشي منقلبة من واو ، وكذا الألف في عشا الذي هو مصدر . ولهذا قال النحويون : العشا في البصر يكتب بالألف والدليل على ذلك أنه يقال : امرأة عشواء نقيض له جواب الشرط .