"كم" في كلام العرب للتكثير و"رب" للتقليل وزعم أن أصل "كم" كما فإذا قلت : كم مالك ؟ فالمعنى كأي شيء من العدد مالك ، وحذفت الألف من "ما" كما تحذف مع حروف الخفض مثل "لم أذنت لهم" قيل له : فلم أسكنت الميم؟ قال : لكثرة الاستعمال كما تسكن في الشعر ، وأنشد . الكسائي
فلم دفنتم عبيد الله في جدث ولم تعجلتم ولم تروحونا
وذكر : هذا القول فاسد ، واستدل على ذلك إنما تستعمله العرب في جواب "كم" لأنهم يقولون في جواب كم مالك ؟ ثلاثون [ ص: 130 ] وما أشبهه ، ولو كان كما قال لكان الجواب بالكاف لأن قائلا لو قال : كمن أخوك؟ لقلت : كمحمد ، ولو قال : مثل ما مالك ؟ لقلت : مثل الثياب ، ولو قال : كأي شيء مالك ؟ لقلت : كمال زيد . وهذا لا يقال في "كم" فصح أنها ليست "ما" دخلت عليها كاف التشبيه ، وأنها مثل "من" و"ما" يستفهم بها عن العدد؛ لأنك لو قلت : أمالك ثلاثون أم أربعون؟ لم ينتظم معنى "كم" لاشتماله على ذلك كله . وهي اسم غير معرب لأن فيها معنى الحروف . قال أبو الحسن بن كيسان : فبعدت عن المضارعة بعد "كم" و"إذ" من المتمكنة . سيبويه