[ ص: 203 ] روي عن قال : هم المشركون صدوا عن المسجد الحرام ومنعوا الهدي أن يبلغ محله فأما حقيقة الحمية في اللغة فهي الأنفة والإنكار فإن كانت لما يجب فهي حسنة ويقال فاعلها حامي الذمار ، كما قال : ابن عباس
حامي الذمار على محافظة ال جلي أمين مغيب الصدر
وإن كانت لما لا يجب فهي ضلال وغلو كما قال جل وعز ( حمية الجاهلية ) فأما ( وألزمهم كلمة التقوى ) فللعلماء فيه قولان : روى علي بن أبي طلحة عن ( ابن عباس وألزمهم كلمة التقوى ) "لا إله إلا الله" وهي رأس كل تقوى وكذلك يروى عن علي وابن عمر وأبي هريرة رحمهم الله قالوا : كلمة التقوى "لا إله إلا الله" وروى وسلمة بن الأكوع عن محمد بن إسحاق عن الزهري المسور ومروان ( وألزمهم كلمة التقوى ) قال : يعني بسم الله الرحمن الرحيم قال : لما كتب الكتاب بالمقاضاة وأملاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم أنكروا ذلك ، وقالوا : ما نعرف إلا باسمك اللهم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب كما قالوا . وهذان القولان ليسا بمتناقضين ، لأن الله جل وعز قد ألزم المؤمنين التوحيد و بسم الله الرحمن الرحيم . وقد كانوا أنكروا في هذا الكتاب "من الزهري محمد رسول الله" وقالوا من محمد بن عبد الله ( وكانوا أحق بها ) خبر كان أي أحق بها من غيرهم لأنهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين اختارهم الله جل وعز له .