ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان [7]
العلماء من أهل السنة يقولون : معنى ( حبب إليكم الإيمان ) وفقكم له ، وفعل أفاعيل تحبون معها الإيمان وتستحسنونه فلما أحبوه واستحسنوه نسب الفعل إليه ، وكذا فعل أفاعيل كرهوا معها الكفر والفسق والعصيان . فأما أن يكون معنى "حبب" أمركم أن تحبوه فخطأ من كل جهة منها أنه إنما يقال : حبب فلان إليك نفسه أي إنه فعل أفعالا أحببته من أجلها ، ومنها أنه قول مبتدع مخالف صاحبه لنص القرآن قال جل وعز ( وما توفيقي إلا بالله ) ومنه قوله "اهدنا" من هذا بعينه ، ومنها أن نص الآية يدل على خلاف ما قال جل وعز ( أولئك هم الراشدون ) فلا اختلاف في هذا أنه يرجع إلى الذين حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان . فلو كان معنى حبب أمرهم أن يحبوه كان الكفار وأهل المعاصي داخلين في هذا . وهذا خارج من الملة و"الراشدون" الذين رشدوا للإيمان وتركوا المعاصي ثم بين جل وعز أن ذلك فضل منه ونعمة فقال جل وعز