جزم بالنهي . وروى عن الضحاك أن بعضهم كان يقول لبعض : إنك لغير رشيد ، وما أشبه ذلك ، يستهزئ به فنزل هذا ، وهو من ابن عباس بني تميم ( ولا تلمزوا أنفسكم ) نهي أيضا . قال عن عكرمة : أي لا يعب بعضكم بعضا . وسمعت ابن عباس علي بن سليمان يقول : اللمز في اللغة أن يعيب بالحضرة ، والهمز في الغيبة . وقال : اللمز يكون باللسان والعين يعيبه ويحدد إليه النظر وتشير إليه بالاستنقاص ، والهمز لا يكون إلا باللسان في الحضرة والغيبة ، وأكثر ما يكون في الغيبة . فهذا شرح بين . وقد أنشد أبو العباس محمد بن يزيد أبو العباس لزياد الأعجم :
إذا لقيتك تبدي لي مكاشرة وإن تغيبت كنت الهامز اللمزه
قال : واللمز كالغيبة قال : والنبز اللقب الثابت : قال : والمنابزة الإشاعة والإذاعة به . قال محمد بن يزيد : فأما اللقب فقد جاء التوقيف فيه عمن حضر التنزيل وعرف نزول الآية فيم نزلت ، كما قرئ على أبو جعفر أحمد بن شعيب عن حميد بن مسعدة قال : أخبرنا بشر عن داود عن قال : الشعبي قال أبو جبيرة فينا نزلت هذه الآية في بني سلمة ، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وللرجل منا اسمان وثلاثة فكان يدعى باسم منها فيقال : يا رسول الله إنه [ ص: 214 ] يغضب منه فنزلت ( ولا تنابزوا بالألقاب ) فأما حديث عن الضحاك كان الرجل يقول للآخر : يا كافر يا فاسق ، فنزلت ( ابن عباس ولا تنابزوا بالألقاب ) فإسناد الأول أصح منه ، ولو صح هذا لم يكن ناقضا للأول ، لأن المعنى في اللقب على ما قال وغيره . أنه كلما كان ذائعا يغضب الإنسان منه ويكره قائله أن يلقى صاحبه به ويكرهه المقول له به فمحظور التنابز به . ( محمد بن يزيد بئس الاسم الفسوق ) رفع بالابتداء والتقدير الفسوق بعد أن آمنتم بئس الاسم ( ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) قال عن الضحاك : من لم يتب من هذا القول . ابن عباس