اختلف النحويون في نصب "يوم" فقال : موضعه نصب ، والمعنى يقع الجزاء يوم هم على النار يفتنون ، والنحويون غيره يقولون : يوم في موضع رفع على البدل من قوله ( أبو إسحاق أيان يوم الدين ) وتكلموا في نصبه فقال : لأنه أضيف إلى شيئين ، وأجاز الرفع فيه على أصله ، وقال غيره : لأنها إضافة غير محضة . ومذهب الفراء الخليل أن ظروف الزمان غير متمكنة فإذا أضيف إلى غير معرب أو إلى جملة مثل هذه بنيت على الفتح ، وأجازا : مضى يوم قام ، وأنشد النحويون وأصحاب الغريب وسيبويه لامرئ القيس :
[ ص: 238 ]
ويوم عقرت للعذارى مطيتي
بنصب "يوم" وموضعه رفع على رواية من روى "ولا سيما يوم" وخفض على رواية من روى "ولا سيما يوم" . قال : ولا نعلم أحدا رفعه ولا خفضه ، والقياس يوجب إجازة هذين . روى أبو جعفر ابن أبي طلحة عن ( ابن عباس يوم هم على النار يفتنون ) قال : يعذبون . وقال : هو من قولهم : فتنت الذهب والفضة إذا أحرقتهما لتختبرهما وتخلصهما . وقال بعض المتأخرين : لما كانت الفتنة في اللغة هي الاختبار لم تخرج عن بابها والمعنى عليها صحيح ، والتقدير يوم هم على النار يختبرون فيقال : ( محمد بن يزيد ما سلككم في سقر ) .