وفي السماء رزقكم [22]
رفع بالابتداء . واختلف أهل التأويل في معنى قوله ( رزقكم ) وفي الرزق ما هو هل هو الحلال والحرام أم الحلال خاصة؟ فقال : ( الضحاك وفي السماء رزقكم ) أي المطر ، وقال : الثلج وكل عين ذائبة ، وتأول ذلك واصل الأحدب على أن المعنى : ومن عند الله الذي في السماء صاحب رزقكم . وقال قوم : كل ما كسبه الإنسان سمي رزقا . وقال قوم : لا يقال رزقه الله جل وعز إلا لما كان حلالا ، واستدلوا على هذا في القرآن فقال الله جل وعز : ( سعيد بن جبير وأنفقوا من ما رزقناكم ) ولا يأمر بالنفقة إلا من الحلال . واختلف أهل التأويل في ( وما توعدون ) فقال : الجنة والنار ، وقال غيره : توعدون من وعد ، ووعد إنما يكون للخير [فما توعدون للخير فأما في الشر فيقال : أوعد] وقال آخرون : هو من أوعد لأن [ ص: 241 ] توعدون في العربية يجوز أن يكون من أوعد ومن وعد . والأحسن فيه ما قال الضحاك ، قال : ما توعدون من خير وشر؛ لأن الآية عامة فلا يخص بها شيء إلا بدليل قاطع . مجاهد