قراءة الكوفيين وبعض المكيين . وهي القراءة البينة في العربية حرك التنوين لالتقاء الساكنين . وقراءة وأهل أبي عمرو المدينة ( وأنه أهلك عادا الولى) بإدغام التنوين في اللام . وتكلم النحويون في هذا فقال : هو لحن ، وقال غيره : لا يخلو من إحدى جهتين أن يصرف عادا فيقول : عادا الأولى ، أو يمنعه الصرف يجعله اسما للقبيلة فيقول عاد الأولى . فأما عادا الأولى فمتوسط ، فأما الاحتجاج بقراءة أهل محمد بن يزيد المدينة [ ص: 280 ] فنذكره عن وأبي عمرو ، قال : فيه ثلاث لغات يقال : الأولى بتحقيق الهمزة ثم تخفف الهمزة فتلقى حركتها على اللام فتقول : "الولى" ولا تحذف ألف الوصل لأنها تثبت مع ألف الاستفهام نحو ( أبي إسحاق آلله أذن لكم ) فخالفت ألفات الوصل فلم تحذف أيضا ههنا . واللغة الثالثة أن يقال : "لولى" فتحذف ألف الوصل لأنها إنما اجتلبت لسكون اللام فلما تحركت اللام حذفت فعلى هذا قراءته ( عادا الولي) أدغم التنوين في اللام . قال : وسمعت محمد بن الوليد يقول : لا يجوز إدغام التنوين في هذه اللام لأن هذه اللام أصلها السكون والتنوين ساكن فكأنه جمع بين ساكنين قال : وسمعته يقول : سمعت يقول : ما علمت أن محمد بن يزيد لحن في صميم العربية في شيء من القرآن إلا في ( أبا عمرو بن العلاء يؤده إليك ) وفي ( وإنه أهلك عادا الأولى) قال : وأبى هذا واحتج بما قدمنا . فأما الأولى فيقال : لا يكون أولي إلا وثم أخرى فهل كان ثم عاد آخرة؟ فتكلم في هذا جماعة من العلماء . فمن أحسن ما قيل فيه ما ذكره أبو إسحاق قال : عاد الأولى محمد بن إسحاق عاد بن إرم بن عوض بن سام بن نوح صلى الله عليه وسلم ، وعاد الثانية بنو لقيم بن هزال بن هزيل من ولد عاد الأكبر وكانوا بمكة في وقت أهلكت عاد الأولى مع بني عملاق . قال : فبقوا بعد عاد الأولى حتى بغى بعضهم على بعض وقتل بعضهم بعضا . قال : وسمعت أبو إسحاق علي بن سليمان يقول : سمعت يقول : محمد بن يزيد عاد الآخرة ثمود ، واستشهد على ذلك بقول زهير :
[ ص: 281 ]
كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم
يريد عاقر الناقة وجواب ثالث أنه قد يكون شيء له أول ولا آخر له من ذلك نعيم أهل الجنة .