رفع بالابتداء أو بالصفة . " مقام إبراهيم " في رفعه ثلاثة أوجه : قال الأخفش : أي منها مقام إبراهيم . وحكي عن محمد بن يزيد قال : " مقام " بدل من آيات . [ ص: 396 ] والقول الثالث : بمعنى هي مقام إبراهيم . وقول الأخفش معروف في كلام العرب ، كما قال زهير :
لها متاع وأعوان غدون لها قتب وغرب إذا ما أفرغ انسحقا
وقول أبي العباس : إن " مقاما " بمعنى مقامات ؛ لأنه مصدر ، قال الله - جل وعز - : ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وقال الشاعر :
إن العيون التي في طرفها مرض قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
ويقوي هذا الحديث المروي : " الحج كله مقام إبراهيم " . ومن دخله كان آمنا يجوز أن يكون معطوفا على " مقام " ؛ أي : وفيه من الآيات : من دخله كان آمنا ؛ لأن ذلك من الآيات ، كان الناس يتخطفون حوالي الحرم ، فإذا قصده ملك هلك . ويجوز أن يكون ( من ) رفعا بالابتداء ، والخبر كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " من " في موضع خفض على بدل البعض من الكل ، هذا قول أكثر النحويين ، وأجاز الكسائي أن تكون " من " في موضع رفع ، و استطاع شرط ، والجواب محذوف ، أي من استطاع إليه سبيلا فعليه الحج .


