هذه قراءة أبي جعفر وشيبة ونافع وأبي عمرو وعاصم والأعمش وحمزة ، وقرأ والكسائي ابن كثير وابن أبي إسحاق وهي مروية عن الحسن ( شواظ) بكسر الشين . يذهب إلى أنهما لغتان بمعنى واحد ، كما يقال : صوار وصوار ( ونحاس) قراءة والفراء أبي جعفر وشيبة [ ص: 311 ] والكوفيين بالرفع ، وقرأ ونافع ابن كثير وابن أبي إسحاق ( ونحاس) بالخفض ، وقرأ وأبو عمرو ( ونحاس) بكسر النون والسين ، وقرأ مجاهد مسلم بن جندب ( ونحس) بغير ألف وبالرفع . قال : الرفع في و"نحاس" أبين في العربية؛ لأنه لا إشكال فيه يكون معطوفا على "شواظ" ، وإن خفضت عطفته على نار ، واحتجت إلى الاحتيال ، وذلك أن أكثر أهل التفسير منهم أبو جعفر يقولون : الشواظ اللهب ، والنحاس الدخان فإذا خفضت فالتقدير شواظ من نار ومن نحاس . والشواظ لا يكون من النحاس كما أن اللهب لا يكون من الدخان إلا على حيلة واعتذار والذي في ذلك من الحيلة ، وهو قول ابن عباس أنه لما كان اللهب والدخان جميعا من النار كان كل واحد منهما مشتملا على الآخر وأنشد أبي العباس محمد بن يزيد للفرزدق :
فبت أقد الزاد بيني وبينه على ضوء نار مرة ودخان
فعطف ودخان على نار ، وليس للدخان ضوء لأن الضوء والدخان من النار وإن عطفت ودخان على ضوء لم تحتج إلى الاحتيال ، وأنشد غيره في هذا بعينه :
شراب ألبان وتمر وأقط
وإنما الشروب الألبان ، ولكن الحلق يشتمل على هذه الأشياء ، وقال آخر :
[ ص: 312 ] في مثله :
يا ليت زوجك قد غدا متقلدا سيفا ورمحا
لأنهما محمولان وقد قال الحسن ومجاهد في قوله جل وعز ونحاس قالوا يذاب النحاس فيصب على رءوسهم ( وقتادة فلا تنتصران ) أي ممن عاقبكما بذلك ولا تستفيدان منه .