يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم [12]
نصبت يوما على الظرف أي لهم أجر في ذلك اليوم ، و"ترى" في موضع خفض بالإضافة "يسعى" في موضع نصب على الحال فأما قوله جل وعز ( بين أيديهم وبأيمانهم ) ولم يذكر الشمائل فللعلماء فيه ثلاثة أقوال : قال : نورهم هداهم ، ومال إلى هذا القول الضحاك محمد بن جرير قال : لأن المؤمنين نورهم حواليهم من كل جهة فلما خص الله جل وعز بين أيديهم وبأيمانهم علم أنه ليس بالضياء ، والباء بمعنى "في" وقال بعض نحويي البصريين هي بمعنى عن قال : وقيل النور ههنا [ ص: 356 ] نور كتبهم وإنما يعطون كتبهم بأيمانهم من بين أيديهم فلهذا وقع الخصوص . قال أبو جعفر : وأجل ما قيل في هذا ما قاله أبو جعفر رحمة الله عليه ، قال : يعطى المؤمنون أنوارا على قدر أعمالهم ، فمنهم من يعطى نورا مثل الجبل ، وأقل ذلك أن يعطى نورا على إبهامه يضيء مرة ويطفأ مرة ( عبد الله بن مسعود بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار ) أي يقال لهم ، وحذف القول "بشراكم" في موضع رفع بالابتداء "جنات" خبره ، وأجاز : في "جنات" النصب من جهتين ، إحداهما على القطع ويكون اليوم في موضع الخبر وإن كان ظرفا ، وأجاز رفع "اليوم" على أنه خبر "بشراكم" ، وأجاز أن يكون "بشراكم" في موضع نصب يعني يبشرونهم بالبشرى ، وأن بنصب "جنات" "بالبشرى" قال الفراء : ولا نعلم أحدا من النحويين ذكر هذا غيره وهو متعسف لأن "جنات" إذا نصبها على القطع ، وليست بمعنى الفعل بعد ذلك وإن نصبها بالبشرى ، فإن كان نصبها ببشراكم فهو خطأ بين؛ لأنها داخلة في الصلة فيفرق بين الصلة والموصول باليوم ، وليس هو في الصلة ، وهذا لا يجوز عند أحد النحويين ، وإن نصبت "جنات" بفعل محذوف فهو شيء متعسف ومع هذا فلم يقرأ به أحد ( خالدين) نصب على الحال ( أبو جعفر ذلك هو الفوز العظيم ) .
[ ص: 357 ] قال : وفي قراءة الفراء ( ذلك الفوز العظيم) ليس فيها "هو" . قال عبد الله : "ذلك" مبتدأ ، و"هو" زائدة للتوكيد ( الفوز العظيم) خبر ذلك ، ويجوز أن يكون "هو" مبتدأ ثانيا والجملة خبر ذلك . أبو جعفر