قال : " إذ " اسم وهو ظرف زمان ليس مما يزاد . قال أبو عبيدة : ذكر الله - عز وجل - خلق الناس وغيرهم ، فالتقدير : ابتدأ خلقهم " إذ قال ربك " أبو إسحاق للملائكة خفض باللام ، والهاء لتأنيث الجماعة إني جاعل في الأرض الياء في موضع نصب ، جاعل خبر إن . والأصل إنني ، حذفت النون لاجتماع نونين في الأرض خفض بفي خليفة نصب بجاعل ، ولا يجوز حذف التنوين للفصل ، ولو وليه المفعول لجاز حذف التنوين ( خليفة ) يكون بمعنى فاعل أي يخلف من كان قبله من الملائكة في الأرض أو من كان قبله من غير الملائكة كما روي ، ويجوز أن يكون " خليفة " بمعنى مفعول أي يخلف ، كما يقال ذبيحة بمعنى مفعولة . قالوا أتجعل فعل مستقبل فيها من يفسد في موضع نصب بتجعل ، والمفعول الثاني يقوم مقامه " فيها " " يفسد " على اللفظ ، ويجوز في غير القرآن يفسدون على المعنى . ويسفك عطف عليه ، وروي عن الأعرج ويسفك الدماء بالنصب يجعله جواب الاستفهام بالواو . وواحد الدماء دم ، ولا يكون اسم على حرفين إلا وقد حذف منه ، والمحذوف منه ياء ، وقد نطق به على الأصل ، قال الشاعر :
[ ص: 208 ]
فلو أنا على حجر ذبحنا جرى الدميان بالخبر اليقين
ونحن نسبح بحمدك لا يجوز إدغام النون في النون ؛ لئلا يلتقي ساكنان قال إني أعلم ما لا تعلمون من حرك الياء فقال : " إني أعلم ما " كره أن يكون اسم على حرف واحد ساكنا ، ومن أسكنها قال : قد اتصلت بما قبلها . أعلم فعل مستقبل ، ويجوز أن يكون اسما بمعنى فاعل كما يقال : الله أكبر ، بمعنى كبير ، وكما قال :
لعمرك ما أدري وإني لأوجل على أينا تغدو المنية أول
ويجوز إدغام الميم في الميم . و " ما " في موضع نصب بأعلم إذا جعلته فعلا وإن جعلته اسما جاز أن يكون " ما " في موضع خفض بالإضافة ، وفي موضع نصب ، وتحذف التنوين لأنه لا ينصرف .