يوم يكشف عن ساق [42].
هذه القراءة التي عليها جماعة الحجة وما يروى من غيرها يقع فيه الاضطراب، وكذا أكثر القراءات الخارجة عن الجماعة، وإن وقعت في الأسانيد الصحاح إلا أنها من جهة الآحاد. فمن ذلك ما قرئ على عن إبراهيم بن موسى قال: حدثنا محمد بن الجهم قال: حدثنا الفراء سفيان عن عن عمرو بن دينار أنه قرأ ( يوم تكشف عن ساق ) يريد. ابن عباس
[ ص: 15 ] القيامة والساعة لشدتها. قال : وهذا إسناد مستقيم ثم وقع فيه ما ذكرناه، كما قرئ على أبو جعفر أحمد بن محمد بن الحجاج عن أبي عبد الله المخزومي وجماعة من أصحاب سفيان قالوا: حدثنا سفيان عن عمرو عن أنه قرأ (يوم نكشف عن ساق) بالنون. وروى ابن عباس عن سفيان الثوري سلمة كهيل عن أبي صادق عن أنه قرأ ( يوم نكشف عن ساق ) بالنون. وروى ابن مسعود عن سفيان الثوري سلمة أيضا عن أبي الزعراء عن أنه قرأ (يوم يكشف عن ساق) بفتح الياء وكسر الشين. والذي عليه أهل التفسير أن المعنى يوم يكشف عن شدة. وذلك معروف في كلام العرب، ويجوز أن يكون المعنى يوم يكشف الناس عن سوقهم لشدة ما هم فيه، ذلك مستعمل في كلام العرب. وساق مؤنثة تصغر بالهاء. ( ابن مسعود ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ) قيل: إنما يدعون إلى السجود ليوبخوا بذلك فيقال لهم: قد دعيتم إلى السجود الذي ينفعكم في الدنيا فأبيتم فهلم فاسجدوا الساعة لأنها ليست دار محنة ولا ينفع فيها السجود فيكون المعنى على هذا وهم لا يستطيعون أن يسجدوا سجودا ينتفعون به وقيل: بل تجف أصلابهم عقوبة فلا يستطيعون السجود.