قال : هلت التراب إذا حركت أسفله فسقط أعلاه، وقال الفراء : يقال لكل شيء أرسلته إرسالا من رمل أو تراب أو طعام أو نحوه: قد هلته أهيله هيلا إذا أرسلته، فهو مهيل. قال أبو عبيد : الأصل مهيول، فأعل، فألقيت حركة الياء على الهاء، فالتقى ساكنان، واختلف النحويون بعد هذا، فقال أبو جعفر الخليل : حذفت الواو لالتقاء الساكنين؛ لأنها زائدة وكسرت الهاء لمجاورتها الياء، فقيل: مهيل. وزعم وسيبويه الكسائي والفراء أن هذا خطأ، والحجة لهم أن الواو جاءت لمعنى فلا تحذف، ولكن حذفت الياء، فكان يلزمهم على هذا أن يقولوا: مهول، فاحتجوا بأن الهاء كسرت لمجاورتها الياء، فلما حذفت الياء انقلبت الواو ياء لمجاورتها الكسرة. قال والأخفش : وهذا باب التصريف وغامض النحو، وقد أجمعوا جميعا على أنه يجوز مهيول ومبيوع ومكيول ومغيوم. أبو جعفر
[ ص: 59 ] قال أبو زيد : هي لغة لتميم ، وقال علقمة بن عبدة :
505 - يوم رذاذ عليه الدجن مغيوم
فهذا جائز في ذوات الياء، ولا يجيزه البصريون في ذوات الواو، ولا يجوز عندهم: خاتم مصووغ ولا كلام مقوول لثقل هذا؛ لأنه قد اجتمعت واوان وضمة، وهم يستثقلون الواحدة ويفرون منها، قال جل وعز: ( وإذا الرسل أقتت ) كذا في المصحف المجتمع عليه، قال الشاعر:
506 - لكل دهر قد لبست أثؤبا
فأبدل من الواو همزة، وأجاز النحويون: رمل مهول، وثوب مبوع ينوه على بوع الثوب، فأبدل من الياء واو لضمة ما قبلها وأنشد : الفراء
507 - ألم تر أن الملك قد شون وجهه ونبع بلاد الله قد صار عوسجا
[ ص: 60 ] يريد ( شين ) وأنشد الكسائي . والفراء
508 - ويأوي إلى زغب مساكين دونهم فلا لا تخطاه الركاب مهوب
واللغة العالية التي جاء بها القرآن.
قال عائد بن محصن بن ثعلبة:
509 فأبقى باطلي والحد منها كدكان الدرابنة المطين