بسم الله الرحمن الرحيم
لا أقسم بيوم القيامة [1].
كذا يقرأ أكثر القراء، وعن الحسن ( لأقسم بيوم القيامة ) على أنها لام قسم لا ألف فيها. قال والأعرج : وهذا لحن عند أبو جعفر الخليل ، وإنما يقال بالنون: لأقومن، والقراءة الأولى فيها أقوال منها أن ( لا ) زائدة للتوكيد، مثل: ( وسيبويه ما منعك ألا تسجد ) وهذا القول عند خطأ من جهتين: إحداهما أن لا إذا كانت زائدة لم يبتدأ بها، والأخرى أنه أن لا إنما تزاد في النفي كما قال: الفراء
511 - ما كان يرضى رسول الله فعلهما والطيبان ولا أبو بكر عمر
[ ص: 78 ] أي أبو بكر ، ولا زائدة. قال وعمر : أما قوله: إن ( لا ) لا تزاد في أول الكلام فكما قال لا اختلاف فيه؛ لأن ذلك يشكل، ولكنه قد عورض فيما قال، كما سمعت أبو جعفر علي بن سليمان يقول: إن هذا القول صحيح، يعني قول من قال: إن لا زائدة، قال: وليس قوله بأنها في أول الكلام مما يرد هذا القول؛ لأن القرآن كله بمنزلة سورة واحدة، وعلى هذا نظمه ورصفه وتأليفه.
وقد صح عن أن الله جل وعز أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في شهر رمضان، ثم نزل متفرقا من السماء،وإنما يرد هذا الحديث أهل البدع. ابن عباس
قال : وأما قول أبو جعفر : إن ( لا ) لا تزاد إلا في النفي فمخالف فيه، حكى ذلك من يوثق بعلمه من البصريين منهم الفراء وأنشد: أبو عبيدة
512 - في بئر لا حور سرى وما شعر
قال: يريد في بئر حور، أي هلكة، فزاد لا في الإيجاب، وخالفه في هذا فجعل لا نفيا ههنا، أي في بئر لا ترد شيئا، وزعم الفراء أن لا من قوله: ( الفراء لا أقسم ) رد لكلامهم، كما تقول: لا والله ما أفعل، فالوقوف عنده ( لا أقسم بيوم القيامة ) مستأنف.