عاملة ناصبة    [3] فمنهم من قال: عاملة ناصبة في الدنيا، وهذا يتأول؛ لأنه قول  عمر   - رضي الله عنه - وتقديره في العربية: وجوه يومئذ خاشعة، وتم الكلام. ثم قال: ( عاملة ) أي هي في الدنيا  [ ص: 210 ] عاملة ناصبة، ويجوز أن يكون التقدير: وجوه عاملة ناصبة يومئذ خاشعة، أي يوم القيامة ( خاشعة ) خبر الابتداء، وجاز أن يبدأ بنكرة؛ لأن المعنى للكفار، وإن كان الخبر جرى عن الوجوه. 
وقال  عكرمة   : عاملة في الدنيا بمعاصي الله جل وعز، ناصبة في النار، التقدير على هذا أن يكون التمام ( عاملة). 
وقول الحسن  وقتادة   : إن هذه الوجوه في القيامة خاشعة عاملة ناصبة، وإنها لما لم تعمل في الدنيا أعملها الله في النار، وأنصبها، فعلى هذا يكون ( عاملة ناصبة ) من نعت ( خاشعة ) أو يكون خبرا وهو جواب حسن؛ لأنه لا يحتاج فيه إلى إضمار ولا تقديم ولا تأخير. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					