والشفع والوتر    [3] قراءة  أبي جعفر  وشيبة   ونافع   وابن كثير   وأبي عمرو   وعاصم  ، وقرأ  يحيى بن وثاب   والأعمش   وحمزة   والكسائي   : ( والشفع والوتر). 
قال  أبو جعفر   : هو اختيار  أبي عبيد  ، واحتج بأشياء: منها أنه الأكثر في عادة الناس، وأن المحدثين كذا يقولونه. قال  أبو جعفر   : لو قال قائل: الأكثر في عادة الناس الفتح لكان أشبه، وإن كان لا حجة في كليهما، ولا في قول المحدثين؛ لأن المحدث لا يضبط مثل هذا، ولا يحتاج إلى ضبطه، ولو قال قائل: إن الفتح أولى؛ لأن قبله ( والشفع ) وهو مفتوح - لكان قد قال قولا يشبه الاحتجاجات، ولكنهما لغتان حسنتان، كما قرئ على  إبراهيم بن موسى  ، عن إسماعيل بن إسحاق  قال: قرأت على  أبي عثمان المازني  وأبي إسحاق الزيادي  ، عن  الأصمعي   : قال: كل فرد وتر، أهل الحجاز  يفتحون الوتر ويكسرون الوتر من الذحل، ومن تحتهم من قيس وتميم يسوون بينهما. 
قال  أبو جعفر   : وقد بين  الأصمعي  أنهما لغتان، وفي حديث  عمر   وابن عمر  ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: « الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله » يجوز أن يكون مشتقا من الوتر وهو الذحل فيكون المعنى: فكأنما سلب أهله وماله بما فاته من الفضل بأن فاتته صلاة، يقال: وتره يتره وترا وترة إذا سلبه، والاسم  [ ص: 219 ] الوتر، ويجوز أن يكون مشتقا من الوتر أي الفرد، فيكون المعنى: كأنما نقص أهله وماله أي بقي فردا، وخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة العصر بهذا في ما قيل؛ لأنها كانت وقت أشغالهم ومبايعاتهم، فكان حضورها يصعب عليهم، وقال: ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى   ) الصحيح أنها صلاة العصر، وذلك موافق للحديث. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					