فكذبوه فعقروها [14] [ ص: 239 ] قال : أراد فعقروها فكذبوه، وهذا خطأ في الفاء؛ لأنها تدل على أن ثانيا بعد الأول، وهذا عكس اللغة، ومع هذا فليست ثم حال يضطر إليه؛ لأنهم كذبوا صالحا بأن قال لهم: ( إن عقرتموها انتقم الله منكم ) فكذبوه في ما قال فعقروها. وقد قيل: فكذبوه كلام تام ثم عطف عليه فعقروها. الفراء
قال : وفي هذا من المشكل أن يقال: قد كانوا آمنوا وصدقوا، وجعلوا للناقة يوما ولهم يوما في الشرب، فزعم أبو جعفر أن الجواب عن هذا أنهم أقروا به ولم يؤمنوا، وهذا القول الذي قاله مما لا يجب أن يجترأ عليه إلا برواية؛ لأنه مغيب، والرواية بخلافه، روى الفراء سعيد ، عن قال: توقف أحيمر ثمود عن عقر الناقة حتى اجتمعوا كلهم معه على تكذيب صالح صغيرهم وكبيرهم وذكرهم وأنثاهم، فلهذا عمم الله بالعذاب ( فدمدم عليهم ربهم بذنبهم ) قال قتادة : أي أرجف، وقال غيره: أي عذبهم. الفراء
( فسواها ) قال : سألت أبو جعفر علي بن سليمان عن هذا الضمير فقال: يعود على الدمدمة التي دل عليها دمدم، وقال غيره: أي سوى بينهم في العقوبة فأهلكهم جميعا.