وقال بعض النحويين: لأن في آخره ألفا، والألف لا يتحرك. قال : ولو حركت صارت همزة. وقال الفراء - رحمه الله -: الألف حرف هوائي فمحال أن يحرك؛ لأنه بمنزلة الحركة ولا تحرك الحركة. الخليل
قال : وذا اسم ظاهر، يدل على ذلك كسر اللام معه. وقد قال بعض النحويين جوابا لمن سأل: لم حركت المضمرات ولم تحرك المبهمة؟ أن المضمرات في مواضع الأسماء المعربة، وكانت لها مزية فحركت. أبو جعفر
قال : وسمعت أبو جعفر أبا بكر بن شقير يحكي هذا، وهو جواب حسن محصل. فأما فخلط الجميع فقال: من قال: هو زيد بإسكان الواو قال: هذا زيد، ومن قال: هو زيد قال: هذا أي زيد، ومن قال: هو زيد بتشديد الواو قال: هذاه زيد. الفراء
قال : وبيان التخليط في هذا بين؛ لأن قولك هو بإسكان الواو لغة شاذة، وقولك هذا لغة بها جاء القرآن، فكيف تحاذي إحداهما الأخرى إلا أن يتحاذيا من جهة أخرى على قوله؟ وذلك أن قولك هو الاسم منه عنده الهاء، والاسم من هذا الذال، وهذا قوله بلا اختلاف عنه. ومن التخليط أن قولك: ( هذاه ) الهاء عنده فيه لبيان الحركة، وقد أثبتها في الوصل، وزعم أبو جعفر أن الدليل على أن الاسم الذال في هذا قول العرب [ ص: 256 ] في التثنية: هذان، فأسقطوا الألف، وهذا لا يلزم؛ لأن الألف إنما سقطت في التثنية لالتقاء الساكنين، ولم يجز قلبها فيقال: هذيان ولا هذوان؛ لأنه لا يعلم أنها منقلبة من ياء ولا واو فتقلب إلى إحداهما، فلم يبق إلا الحذف ( البلد الأمين ) نعت، وإن شئت بدل، وإن شئت عطف البيان، وزعم الفراء أن الأمين بمعنى الآمن وأنشد: الفراء
575 - ألم تعلمي يا اسم ويحك أنني حلفت يمينا لا أخون أميني
قال : وخولف أبو جعفر في هذا فقيل: أمين بمعنى مأمون في الآية والبيت جميعا. الفراء