أي ليبين لكم أمر دينكم وما يحل لكم وما يحرم عليكم . وقال بعد هذا : يريد الله أن يخفف عنكم فجاء هذا بأن والأول باللام ، فقال : الفراء العرب تأتي باللام على معنى " كي " في موضع " أن " في " أردت ، وأمرت " ، فيقولون : أردت أن تفعل ، وأردت لتفعل ، لأنهما يطلبان المستقبل ، ولا يجوز " ظننت لتفعل " لأنك تقول : [ ص: 448 ] ظننت أن قد قمت . قال : وهذا خطأ ، ولو كانت اللام بمعنى " أن " لدخلت عليها لام أخرى ، كما تقول : جئت كي تكرمني ، ثم تقول : جئت لتكرمني ، وأنشدنا : أبو إسحاق
أردت لكيما يعلم الناس أنها سراويل قيس والوفود شهود
قال : والتقدير أراد به ليبين لكم . قال : وزاد الأمر على هذا حتى سماها بعض القراء لام أن . وقيل : المعنى : يريد الله هذا من أجل أن يبين لكم ، مثل : أبو جعفر وأمرت لأعدل بينكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم قال بعض أهل النظر : في هذا دليل على أن كل ما حرم قبل هذه الآية علينا قد حرم على من كان قبلنا . قال : وهذا غلط ؛ لأنه قد يكون المعنى : ويبين لكم أمر من قبلكم ممن كان يجتنب ما نهي عنه ، وقد يكون يبين لكم كما بين لمن قبلكم من الأنبياء ولا يومى به إلى هذا بعينه . أبو جعفر