إن الله لا يغفر أن يشرك به [ 48 ]
قال : قد ذكرناه ، ونزيده بيانا . فهذا من المحكم ، أبو جعفر ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء من المتشابه الذي قد تكلم فيه العلماء ، فقال بعضهم : كان هذا متشابها حتى بين الله - جل وعز - ذلك بالوعيد ، وقال محمد بن جرير : قد أبانت هذه الآية أن - جل وعز - . وقال بعضهم : قد بين الله - جل [ ص: 462 ] وعز - بقوله : كل صاحب كبيرة ففي مشيئة الله - جل وعز - إن شاء عفا عنه ذنبه ، وإن شاء عاقبه عليه ، ما لم يكن كبيرته شركا بالله إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فأعلم أنه يشاء أن يغفر الصغائر لمن اجتنب الكبائر ، ولا يغفرها لمن أتى الكبائر . وقول ثالث : إن المعنى في " لمن يشاء " : لمن تاب ، ويكون إخبارا بعد إخبار أنه يغفر الشرك وجميع الذنوب لمن تاب ، فـ " أن " في موضع نصب بيغفر ، ويجوز أن يكون في موضع نصب بمعنى أن الله لا يغفر ذنبا مع أن يشرك به وبأن يشرك به ، ويجوز على مذهب جماعة من النحويين على هذا الجواب أن يكون " أن " في موضع جر . ومن يشرك بالله شرط ، وجوابه : فقد افترى إثما عظيما أي اختلق ، ومنه افترى فلان على فلان ، أي رماه بما ليس فيه ، وفريت الشيء قطعته .