أم لهم نصيب من الملك [ 53 ]
لأنهم أنفوا من اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والتقدير : أهم أولى بالنبوة ممن أرسلته ، أم لهم نصيب من الملك ؟ ! ودل على هذا الحذف دخول " أم " على أول الكلام ؛ لأنه قد علم أن قبلها شيئا محذوفا . فإذا لا يؤتون الناس نقيرا أي يمنعون الحقوق ، خبر الله - جل وعز - بما يعلمه منهم . قال : " إذن " في عوامل الأفعال بمنزلة " أظن " في عوامل الأسماء ، أي تلغى إذا لم يكن الكلام معتمدا عليها ، فإن كانت في أول الكلام وكان الذي بعدها مستقبلا ؛ نصبت لا غير ، وإن كان قبلها فاء أو واو ؛ جاز الرفع والنصب ، فالرفع على أن تكون الفاء ملصقة بالفعل ، والنصب على أن تكون الفاء ملصقة بإذن ، ويجوز - على هذا - في غير القرآن : " فإذن لا يؤتوا الناس نقيرا " ، والناصب للفعل عند سيبويه " إذا " لمضارعتها " أن " ، والناصب عند سيبويه " أن " مضمرة بعد " إذن " ، ولا ينتصب فعل عنده إلا بـ " أن " مظهرة أو مضمرة . وزعم الخليل أن " إذن " تكتب بالألف ، وأنها منونة . قال الفراء : وسمعت أبو جعفر علي بن سليمان يقول : سمعت يقول : أشتهي أن أكوي يد من يكتب " إذن " بالألف ؛ لأنها مثل " لن " ، و " أن " ، ولا يدخل التنوين في الحروف . أبا العباس محمد بن يزيد