الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

إعراب القرآن للنحاس

النحاس - أبو جعفر محمد بن إسماعيل النحاس

صفحة

جزء

ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم [ 77 ] .

روي عن ابن عباس أن قوما تمنوا القتال قبل أن يؤذن فيه ، فنهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلما فرض كرهوه ، فأنزل الله - جل وعز - : ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم [ ص: 473 ] إلى آخرها يخشون الناس كخشية الله الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف أو أشد عطف على الكاف في موضع نصب ، ويجوز أن يكون عطفا على خشية في موضع خفض . خشية على البيان لم كتبت علينا القتال الأصل " لما " حذفت الألف لأنها استفهام ( لولا أخرتنا إلى أجل ) أي هلا ولا يليها إلا الفعل ( قل متاع الدنيا قليل ) ابتداء وخبر ، وكذا ( والآخرة خير لمن اتقى ) أي اتقى المعاصي .

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ [ 77 ] .

رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ قَوْمًا تَمَنَّوُا الْقِتَالَ قَبْلَ أَنْ يُؤْذَنَ فِيهِ ، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَلَمَّا فُرِضَ كَرِهُوهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - جَلَّ وَعَزَّ - : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ [ ص: 473 ] إِلَى آخِرِهَا يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ الْكَافُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ نَعْتًا لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ أَوْ أَشَدَّ عَطْفٌ عَلَى الْكَافِ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَطْفًا عَلَى خَشْيَةٍ فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ . خَشْيَةً عَلَى الْبَيَانِ لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ الْأَصْلُ " لِمَا " حُذِفَتِ الْأَلِفُ لِأَنَّهَا اسْتِفْهَامٌ ( لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ ) أَيْ هَلَا وَلَا يَلِيهَا إِلَّا الْفِعْلُ ( قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ ) ابْتِدَاءٌ وَخَبَرٌ ، وَكَذَا ( وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى ) أَيِ اتَّقَى الْمَعَاصِيَ .

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث