كسرت " إن " لأنها مبتدأة بعد القول ، وفتحها لغة . رسول الله بدل ، وإن شئت على معنى أعني وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم رويت روايات في التشبيه الذي كان ، منها : أن رؤساءهم لما فقدوا المسيح ؛ أخذوا رجلا فقتلوه ، ولبسوه ثيابا مثل ثياب المسيح ، وصلبوه على خشبة مرتفعة ، ومنعوا الناس من الدنو منه ؛ لئلا يفطن بهم ، ثم دفنوه ليلا . وقيل : كان المسيح - صلى الله عليه وسلم - محبوسا عند خليفة قيصر ، فاجتمعت اليهود إليه ، فتوهم أنهم يريدون خلاصه ، فقال لهم : أنا أخليه لكم . قالوا : بل نريد قتله . فرفعه الله - جل وعز - إليه ، أي حال بينهم وبينه ، فأخذ خليفة قيصر رجلا فقتله ، وقال لهم : قد قتلته خوفا منه فهو الذي شبه عليهم ، وقد يكون آمن به وأطلقه فرفع ، وشبه عليهم بغيره ممن قد استحق القتل في حبسه ، وقد يكون امتنع من قتله لما رأى من الآيات . قال الله - جل وعز - : وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم تم الكلام ، ثم قال - جل وعز - : إلا اتباع الظن استثناء ليس من الأول ، في موضع نصب ، وقد يجوز أن يكون في موضع رفع على البدل ، أي : ما لهم به علم إلا اتباع الظن ، وأنشد : سيبويه
[ ص: 503 ]
وبلدة ليس بها أنيس إلا اليعافير وإلا العيس
وما قتلوه يقينا نعت لمصدر ، وفيه تقديران أبينهما أن التقدير قال الله - جل وعز - هذا قولا يقينا ، والقول الآخر أن يكون المعنى : وما علموه علما يقينا . وروى الأعشى ، عن ، عن أبي بكر بن عياش : عاصم