حذفت الياء لأن النداء موضع حذف والكسرة تدل عليها وهي بمنزلة التنوين فحذفتها كما تحذف التنوين من المفرد ، ويجوز في غير القرآن إثباتها ساكنة فتقول : " يا قومي " لأنها اسم وهي في موضع خفض ، وإن شئت فتحتها ، وإن شئت ألحقت معها هاءا فقلت : يا قوميه . وإن شئت أبدلت منها ألفا لأنها أخف فقلت : يا قوما . وإن شئت قلت : يا قوم ، بمعنى يا أيها القوم ، وإن جعلتهم نكرة نصبت ونونت . ( إنكم ) كسرت " إن " لأنها بعد القول فهي مبتدأة ( ظلمتم أنفسكم ) استغني بالجمع القليل عن الكثير ، والكثير نفوس ( باتخاذكم العجل ) مفعول أي بأن اتخذتم العجل ، والكاف والميم في موضع خفض بالإضافة ، وهما في التأويل في موضع رفع ( فتوبوا ) أمر ( إلى بارئكم ) خفض بإلى ، وروي عن بإسكان الهمزة من ( بارئكم ) وروى عنه أبي عمرو باختلاس الحركة . قال سيبويه : أما إسكان الهمزة فزعم أبو جعفر أنه لحن لا يجوز في كلام ولا شعر لأنها حرف الإعراب ، وقد أجاز ذلك النحويون القدماء الأئمة وأنشدوا : أبو العباس
إذا اعوججن قلت صاحب قوم
[ ص: 227 ] ويجوز ( إلى باريكم ) تبدل من الهمزة ياءا . ( إنه هو التواب الرحيم ) الهاء اسم إن ، وهو مبتدأ ، والتواب الخبر ، والجملة خبر إن ، وإن شئت كانت " هو " زائدة ، وإن شئت كانت توكيدا للهاء والتواب خبر إن ، والرحيم من نعته .