قل هل أنبئكم بشر من ذلك [60]
أي : بشر من نقمتكم علينا ، وقيل : من شر ما تريدون لنا من المكروه ( مثوبة ) على البيان وأصلها مفعولة ، فألقيت حركة الواو على الثاء فسكنت الواو وبعدها واو ساكنة فحذفت إحداهما ( من لعنه الله ) في موضع رفع كما قال - عز وجل - (بشر من ذلكم النار( والتقدير هو لعن من لعنه الله ويجوز أن يكون في موضع نصب بمعنى قل هل أنبئكم من لعنه الله ويجوز أن يكون في موضع خفض على البدل من شر ، وقد ذكرنا ( وعبد الطاغوت ) والقراءات فيه ويجوز على قراءة ( الأعمش وعبد الطاغوت ) بحذف الضمة لثقلها ويجوز على قراءة ( حمزة وعبد الطاغوت ) بحذف الضمة أيضا وبنصبه على الذم وإن شئت .
[ ص: 30 ] كان منصوبا بمعنى: وجعل منهم، أي: وصفهم بهذا، ويجوز الرفع بمعنى وهم، ويجوز الخفض عطفا على (من) إذا كانت في موضع خفض.
(أولئك شر مكانا) يقال: ليس في المؤمنين شر، فكيف جاء (أولئك شر مكانا)؟
ففي هذا أجوبة:
حكى الكوفيون: العسل أحلى من الخل، وإن كان مردودا.
وقال : المعنى: أولئك شر مكانا على قولكم. أبو إسحاق
ومن حسن ما قيل فيه: أولئك الذين لعنهم الله شر مكانا في الآخرة من مكانكم في الدنيا لما لحقكم من الشر.
وقيل: أولئك الذين نسيهم الله شر من الذين نقموا عليكم.
وقيل: أولئك الذين نقموا عليكم شر من الذين لعنهم الله.