وإذ قلتم    [ 61 ] 
عطف . يا موسى  نداء مفرد لن نصبر  نصب بلن على طعام  خفض بعلى واحد  من نعته فادع  سؤال بمنزلة الأمر فلذلك حذفت منه الواو ، ولغة بني عامر   : " فادع لنا " بكسر العين لالتقاء الساكنين يخرج لنا  جزم لأنه جواب الأمر ، وفيه معنى المجازاة مما تنبت الأرض  قال  الأخفش   : " من " زائدة . قال  أبو جعفر   : هذا خطأ على قول  سيبويه  ؛ لأن " من " لا تزاد عنده في الواجب ، وإنما دعا  الأخفش  إلى هذا أنه لم يجد مفعولا لـ " يخرج " ، فأراد أن يجعل " ما " مفعولا . والأولى أن يكون المفعول محذوفا دل عليه سائر الكلام ، والتقدير : يخرج لنا مما تنبت الأرض مأكولا . من بقلها  بدل بإعادة الحروف وقثائها  عطف . وقرأ  طلحة ،   ويحيى بن وثاب   : وقثائها  بضم القاف ، وتقول في جمعها : قثائي مثل علباء وعلابي ، إلا أن قثاء من ذوات الهمزة ، يقال : أقثأت القوم . قال  أبو جعفر   : سمعت علي بن سليمان  يقول : لا يصح عندي في أتستبدلون الذي هو أدنى  إلا أن يكون من ذوات الهمزة من قولهم : دنيء بين الدناءة ، ثم أبدلت الهمزة . قال  أبو جعفر   : هذا الذي ذكرنا إنما يجوز في الشعر ، ولا يجوز في الكلام ، فكيف في كتاب الله - جل وعز - ؟ ! قال أبو  [ ص: 232 ] إسحاق :  هو من الدنو أي الذي هو أقرب من قولهم : ثوب مقارب أي قليل الثمن . قال  أبو جعفر   : وأجود من هذين القولين أن يكون المعنى - والله أعلم - : أتستبدلون الذي هو أقرب إليكم في الدنيا بالذي هو خير لكم يوم القيامة ؛ لأنهم إذا طلبوا غير ما أمروا بقبوله فقد استبدلوا الذي هو أقرب إليهم في الدنيا مما هو خير لهم لما لهم فيه من الثواب . اهبطوا مصرا  نكرة . هذا أجود الوجوه ؛ لأنها في السواد بألف ، وقد يجوز أن تصرف ، تجعل اسما للبلاد ، وإنما اخترنا الأول لأنه لا يكاد يقال مثل مصر  بلاد ولا بلد ، وإنما يقال لها : بلدة ، وإنما يستعمل بلاد في مثل بلاد الروم   . وقال  الكسائي   : يجوز أن تصرف مصر  وهي معرفة لخفتها ، يريد أنها مثل هند ، وهذا خطأ على قول  الخليل   وسيبويه   والفراء ؛  لأنك لو سميت امرأة بزيد لم تصرف . وقال  الكسائي   : يجوز أن تصرف مصر  وهي معرفة ؛ لأن العرب  تصرف كل ما لا ينصرف في الكلام إلا أفعل منك . فإن لكم ما سألتم   " ما " نصب بإن وضربت عليهم الذلة  اسم ما لم يسم فاعله والمسكنة  عطف ، وقد ذكرنا الهمز في ( النبيئين ) في الكتاب الذي قبل هذا ذلك بما عصوا  قال  الأخفش   : أي بعصيانهم وكانوا يعتدون  عطف عليه . 
 [ ص: 233 ] 
				
						
						
