اسم (إن) وخبرها، فأما قريب ولم يقل (قريبا) ففيه ستة أقوال، من أحسنها أن الرحمة والرحم واحد، وهي بمعنى العفو والغفران، كما قال:
149 - إن السماحة والمروءة ضمنا قبرا بمرو على الطريق الواضح
ومذهب أن قريبا إنما جاء بلا هاء؛ ليفرق بين قريب من النسب وبينه، وقال من احتج له: كذا كلام العرب، كما قال: الفراء
[ ص: 132 ]
150 - له الويل إن أمسى ولا أم هاشم قريب ولا بسباسة ابنة يشكرا
قال : هذا خطأ؛ لأن سبيل المذكر والمؤنث أن يجريا على أفعالهما. أبو إسحاق
ومذهب أن تذكير (قريب) على تذكير المكان، قال أبي عبيدة علي بن سليمان : هذا خطأ، ولو كان كما قال لكان (قريب) منصوبا في القرآن، كما تقول: إن زيدا قريبا منك.
قال : والذي قاله أبو جعفر قد أجاز أبو عبيدة مثله على بعد كما قال: سيبويه
151 - فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وأمامها
فهذه ثلاثة أقوال.
وقال : يجوز أن يذكر كما يذكر بعض المؤنث، وأنشد: الأخفش
152 - فلا مزنة ودقت ودقها ولا أرض أبقل إبقالها
قال: ويجوز أن تكون الرحمة ههنا للمطر.
والقول السادس أن يكون هذا على النسب، كما يقال: امرأة طالق وحائض.