الفاء تدل على أن الثاني بعد الأول يا قوم نداء مضاف، ويجوز: (يا قومي) على الأصل اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هذه قراءة أبي عمرو وشيبة ونافع وعاصم ، وقرأ وحمزة يحيى بن وثاب والأعمش والكسائي (غيره) بالخفض، وهو اختيار وأبو جعفر . أبي عبيد
قال : ولا أعرف الجر ولا النصب، وقال أبو عمرو عيسى بن عمر : النصب والجر جائزان.
قال : والرفع من جهتين: أبو جعفر
إحداهما أن يكون (غير) في موضع (إلا) فتقول: (ما لكم إله إلا الله) و(ما لكم إله غير الله) فعلى هذا الوجه لا يجوز الخفض، لا يجوز: (ما جاءني من أحد إلا زيد) لأن من لا يكون إلا في الواجب.
قال : لأن (على) و(عن) لا يفعل بهما ذلك، أي: لا يزاد (أن) البتة، ثم قال: ولا (من) في الواجب. سيبويه
والوجه الآخر في الرفع أن يكون نعتا على الموضع، أي: (ما لكم إله غيره) والخفض على اللفظ، ويجوز النصب على الاستثناء وليس بكثير، غير أن الكسائي أجازا [ ص: 135 ] نصب (غير) في كل موضع يحسن فيه (إلا) في موضعها تم الكلام أو لم يتم، وأجازا: (ما جاءني غيرك) قال والفراء : هي لغة بعض الفراء بني أسد وقضاعة، وأنشد:
154 - لم يمنع الشرب منها غير أن هتفت حمامة في سحوق ذات أوقال
قال : ولا يجوز: جاءني غيرك؛ لأن إلا لا يقع ههنا. الكسائي
قال : لا يجوز عند البصريين نصب (غير) إذا لم يتم الكلام، وذلك عندهم من أقبح اللحن. أبو جعفر
قال : وإنما استهواه - يعني أبو إسحاق - البيت الذي أنشده الفراء منصوبا، وإنما نصب (غير) في البيت؛ لأنها مضافة إلى ما لا إعراب فيه، فأما: (ما جاءني غيرك) فلحن وخطأ. سيبويه