يحج مأمومة في قعرها لجف ... فاست الطبيب قذاها كالمغاريد
وقال الشاعر - في قوله: " اعتمر " ؛ أي: قصد -:
لقد سما ابن معمر حين اعتمر ... مغزى بعيدا من بعيد وضبر
وقوله - عز وجل -: فلا جناح عليه أن يطوف بهما ؛ أي: لا إثم عليه؛ و " الجناح " : أخذ من " جنح " ؛ إذا مال؛ وعدل عن القصد؛ وأصل ذلك من " جناح الطائر " ؛ و أن يطوف بهما ؛ فيه غير وجه: يجوز: " أن يطوف " ؛ و " أن يطوف " ؛ و " أن يطوف بهما " ؛ فمن قرأ: " أن يطوف بهما " ؛ أراد: " أن يتطوف " ؛ فأدغمت التاء في الطاء؛ لقرب المخرجين؛ ومن قرأ: " أن يطوف بهما " ؛ فهو من " طوف " ؛ إذا أكثر التطواف؛ وفي قوله - عز وجل -: ومن تطوع خيرا ؛ وجهان: إن شئت قلت: " ومن تطوع خيرا " ؛ على لفظ المضي؛ ومعناه الاستقبال؛ لأن [ ص: 235 ] الكلام شرط وجزاء؛ فلفظ الماضي فيه يؤول إلى معنى الاستقبال؛ ومن قرأ: " يطوع " ؛ فالأصل: " يتطوع " ؛ فأدغمت التاء في الطاء؛ ولست تدغم حرفا من حرف إلا قلبته إلى لفظ المدغم فيه.