أنا الذائد الحامي الذمار وإنما ... يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي
المعنى: ما يدافع عن أحسابهم إلا أنا؛ أو مثلي؛ فالاختيار ما عليه جماعة القراء لاتباع السنة؛ وصحته في المعنى. ومعنى وما أهل به لغير الله ؛ أي: ما رفع فيه الصوت بتسمية غير الله عليه؛ وهذا موجود في اللغة؛ ومنه الإهلال بالحج؛ إنما هو رفع الصوت بالتلبية؛ و " الميتة " ؛ أصلها: " الميتة " ؛ فحذفت الياء الثانية استخفافا لثقل الياءين؛ والكسرة؛ والأجود في القراءة: " الميتة " ؛ بالتخفيف؛ وكذلك في قوله: أومن كان ميتا فأحييناه ؛ أصله: " أومن كان ميتا " ؛ بالتشديد؛ وتفسير الحذف والتخفيف فيه كتفسيره في " الميتة " . وقوله - عز وجل -: فمن اضطر غير باغ ولا عاد ؛ في تفسيرها ومعناها ثلاثة أوجه: قال بعضهم: " فمن اضطر غير باغ ولا عاد " ؛ أي: فمن اضطر جائعا غير باغ؛ غير آكلها تلذذا؛ ولا عاد؛ ولا مجاوز ما يدفع عن نفسه الجوع؛ فلا إثم عليه. [ ص: 244 ] وقالوا: " غير باغ " : غير مجاوز قدر حاجته؛ وغير مقصر عما يقيم به حياته؛ وقالوا أيضا: معنى " غير باغ " : على إمام؛ وغير متعد على أمته؛ ومعنى " البغي " ؛ في اللغة: قصد الفساد؛ يقال: " بغى الجرح؛ يبغي؛ بغيا " ؛ إذا ترامى إلى فساد؛ هذا إجماع أهل اللغة؛ تقول: ويقال: " بغى الرجل حاجته؛ يبغيها؛ بغاء " ؛ والعرب تقول: " خرج في بغاء إبله " ؛ قال الشاعر:
لا يمنعنك من بغاء الخير تعقاد التمائم
إن الأشائم كالأيامن والأيامن كالأشائم
ويقال: " بغت المرأة؛ تبغي؛ بغاء " ؛ إذا فجرت؛ قال الله - عز وجل -: ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا ؛ أي: على الفجور؛ ويقال: " ابتغى لفلان أن يفعل كذا " ؛ أي: صلح له أن يفعل كذا؛ وكأنه قال: " طلب فعل كذا فانطلب له " ؛ أي: طاوعه؛ ولكن اجتزئ بقولهم: " ابتغى " ؛ و " البغايا " ؛ في اللغة؛ شيئان؛ " البغايا " : الفواجر؛ و " البغايا " : الإماء؛ قال الأعشى:
والبغايا يركضن أكسية الأ ... ضريج والشرعبي ذا الأذيال
ونصب " غير باغ " ؛ على الحال.