وقوله - عز وجل -:
nindex.php?page=treesubj&link=28908_18012_18033_23495_28723_30497_32223_32225_32468_33313_34091_34153_34359_34404_34405nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=215يسألونك ماذا ينفقون ؛ قيل: إنهم كانوا سألوا: على من ينبغي أن يفضلوا؛ فأعلم الله - عز وجل - أن أول من تفضل عليه الوالدان؛ والأقربون؛ فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=215قل ما أنفقتم من خير ؛ أي: من مال؛
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=215فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم ؛ أي: يحصيه؛ وإذا أحصاه جازى عليه؛ كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ؛ أي: يرى المجازاة عليه؛ لأن رؤية فعله الماضي لا فائدة فيه؛ ولا يرى؛ لأنه قد مضى؛ ومعنى " ماذا " ؛ في اللغة: على ضربين؛ فأحدهما أن يكون " ذا " ؛ في معنى " الذي " ؛ ويكون " ينفقون " ؛ من صلته؛ المعنى: يسألونك: أي شيء الذي ينفقون؟ كأنه أي شيء وجه الذي ينفقون؟ لأنهم يعلمون ما المنفق؛ ولكنهم أرادوا علم الله وجهه؛ ومثل جعلهم " ذا " ؛ في معنى " الذي " ؛ قول الشاعر:
[ ص: 288 ] عدس ما لعباد عليك إمارة ... أمنت وهذا تحملين طليق
والمعنى: والذي تحملينه طليق؛ فيكون " ما " ؛ رفعا بالابتداء؛ ويكون " ذا " ؛ خبرها؛ وجائز أن يكون " ما " ؛ مع " ذا " ؛ بمنزلة اسم واحد؛ ويكون الموضع نصبا ب " ينفقون " ؛ المعنى: يسألونك: أي شيء ينفقون؟ وهذا إجماع النحويين؛ وكذلك الوجه الأول إجماع أيضا؛ ومثل جعلهم " ماذا " ؛ بمنزلة اسم واحد؛ قول الشاعر:
دعي ماذا علمت سأتقيه ... ولكن بالمغيب فنبئيني
كأنه بمنزلة: دعي الذي علمت؛ وجزم " وما تفعلوا " ؛ بالشرط؛ واسم الشرط " ما " ؛ والجواب " فإن الله به عليم " ؛ وموضع " ما " : نصب بقوله: " تفعلوا " .
وَقَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ -:
nindex.php?page=treesubj&link=28908_18012_18033_23495_28723_30497_32223_32225_32468_33313_34091_34153_34359_34404_34405nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=215يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ ؛ قِيلَ: إِنَّهُمْ كَانُوا سَأَلُوا: عَلَى مَنْ يَنْبَغِي أَنْ يُفْضِلُوا؛ فَأَعْلَمَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنَّ أَوَّلَ مَنْ تُفُضِّلَ عَلَيْهِ الْوَالِدَانِ؛ وَالْأَقْرَبُونَ؛ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=215قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ ؛ أَيْ: مِنْ مَالٍ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=215فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ؛ أَيْ: يُحْصِيهِ؛ وَإِذَا أَحْصَاهُ جَازَى عَلَيْهِ؛ كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ؛ أَيْ: يَرَى الْمُجَازَاةَ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّ رُؤْيَةَ فِعْلِهِ الْمَاضِي لَا فَائِدَةَ فِيهِ؛ وَلَا يُرَى؛ لِأَنَّهُ قَدْ مَضَى؛ وَمَعْنَى " مَاذَا " ؛ فِي اللُّغَةِ: عَلَى ضَرْبَيْنِ؛ فَأَحَدُهُمَا أَنْ يَكُونَ " ذَا " ؛ فِي مَعْنَى " اَلَّذِي " ؛ وَيَكُونَ " يُنفِقُونَ " ؛ مِنْ صِلَتِهِ؛ الْمَعْنَى: يَسْأَلُونَكَ: أَيُّ شَيْءٍ الَّذِي يُنْفِقُونَ؟ كَأَنَّهُ أَيُّ شَيْءٍ وَجْهُ الَّذِي يُنْفِقُونَ؟ لِأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ مَا الْمُنْفَقُ؛ وَلَكِنَّهُمْ أَرَادُوا عِلْمَ اللَّهِ وَجْهَهُ؛ وَمِثْلُ جَعْلِهِمْ " ذَا " ؛ فِي مَعْنَى " اَلَّذِي " ؛ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
[ ص: 288 ] عَدَسْ مَا لِعَبَّادٍ عَلَيْكِ إِمَارَةٌ ... أَمِنْتِ وَهَذَا تَحْمِلِينَ طَلِيقُ
وَالْمَعْنَى: وَالَّذِي تَحْمِلِينَهُ طَلِيقٌ؛ فَيَكُونُ " مَا " ؛ رَفْعًا بِالِابْتِدَاءِ؛ وَيَكُونُ " ذَا " ؛ خَبَرَهَا؛ وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ " مَا " ؛ مَعَ " ذَا " ؛ بِمَنْزِلَةِ اسْمٍ وَاحِدٍ؛ وَيَكُونَ الْمَوْضِعُ نَصْبًا بِ " يُنْفِقُونَ " ؛ اَلْمَعْنَى: يَسْأَلُونَكَ: أَيَّ شَيْءٍ يُنْفِقُونَ؟ وَهَذَا إِجْمَاعُ النَّحْوِيِّينَ؛ وَكَذَلِكَ الْوَجْهُ الْأَوَّلُ إِجْمَاعٌ أَيْضًا؛ وَمِثْلُ جَعْلِهِمْ " مَاذَا " ؛ بِمَنْزِلَةِ اسْمٍ وَاحِدٍ؛ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
دَعِي مَاذَا عَلِمْتُ سَأَتَّقِيهِ ... وَلَكِنْ بِالْمَغِيبِ فَنَبِّئِينِي
كَأَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ: دَعِي الَّذِي عَلِمْتُ؛ وَجُزِمَ " وَمَا تَفْعَلُوا " ؛ بِالشَّرْطِ؛ وَاسْمُ الشَّرْطِ " مَا " ؛ وَالْجَوَابُ " فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ " ؛ وَمَوْضِعُ " مَا " : نَصْبٌ بِقَوْلِهِ: " تَفْعَلُوا " .