و " نعم " ؛ فيها ثلاث لغات؛ ولا يجوز مع إدغام الميم " نعما هي " ؛ و " ما " ؛ في تأويل " الشيء " ؛ زعم البصريون أن " نعما هي " : نعم الشيء هي؛ وقد فسرنا هذا فيما مضى.
ومعنى: وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ؛ هذا كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فكان أحسن؛ فأما اليوم فالناس يسيئون الظن؛ فإظهار الزكاة أحسن؛ فأما التطوع فإخفاؤه أحسن؛ لأنه أدل على أنه يريد الله به وحده؛ يقال: " أخفيت الشيء إخفاء " ؛ إذا سترته؛ و " خفي خفاء " ؛ إذا استتر؛ و " خفيته أخفيه خفيا " ؛ إذا أظهرته؛ وأهل الإخفاء في إيتاء الزكاة المدينة يسمون النباش: " المختفي " ؛ قال الشاعر - في " خفيته: أظهرته -: [ ص: 355 ]
فإن تدفنوا الداء لا نخفه ... وإن تبعثوا الحرب لا نقعد