وقوله - عز وجل -:
nindex.php?page=treesubj&link=28908_28662_29705_31756_32225_32413_32415_32433_32446nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=22الذي جعل لكم الأرض فراشا ؛ معناه: وطاء؛ لم يجعلها حزنة غليظة؛ لا يمكن الاستقرار عليها؛ وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=22والسماء بناء ؛ كل ما علا على الأرض فاسمه " بناء " ؛ ومعناه: إنه جعلها سقفا؛ كما قال - عز وجل -:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=32وجعلنا السماء سقفا محفوظا ؛ ويجوز في قوله: " جعل لكم الأرض " ؛ وجهان: الإدغام؛ والإظهار؛ تقول: " جعل لكم " ؛ و " جعل لكم الأرض " ؛ فمن أدغم فلاجتماع حرفين من جنس واحد؛ وكثرة الحركات؛ ومن أظهر - وهو الوجه؛ وعليه أكثر القراء - فلأنهما منفصلان من كلمتين. وقوله - عز وجل -:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=22فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ؛ هذا احتجاج عليهم؛ لإقرارهم بأنه الله خالقهم؛ فقيل لهم: لا تجعلوا لله أمثالا؛ وأنتم تعلمون أنهم لا يخلقون؛ والله الخالق؛ وفي اللغة: " فلان ند فلان " ؛ و " نديد فلان " ؛ قال
جرير :
أتيما تجعلون إلي ندا ... وما تيم لذي حسب نديد
[ ص: 100 ] فهذه الآية؛ والتي قبلها؛ احتجاج عليهم في تثبيت توحيد الله - عز وجل -؛
وَقَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ -:
nindex.php?page=treesubj&link=28908_28662_29705_31756_32225_32413_32415_32433_32446nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=22الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا ؛ مَعْنَاهُ: وِطَاءً؛ لَمْ يَجْعَلْهَا حَزْنَةً غَلِيظَةً؛ لَا يُمْكِنُ الِاسْتِقْرَارُ عَلَيْهَا؛ وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=22وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ؛ كُلُّ مَا عَلَا عَلَى الْأَرْضِ فَاسْمُهُ " بِنَاءٌ " ؛ وَمَعْنَاهُ: إِنَّهُ جَعَلَهَا سَقْفًا؛ كَمَا قَالَ - عَزَّ وَجَلَّ -:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=32وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا ؛ وَيَجُوزُ فِي قَوْلِهِ: " جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ " ؛ وَجْهَانِ: اَلْإِدْغَامُ؛ وَالْإِظْهَارُ؛ تَقُولُ: " جَعَلَ لَكُمْ " ؛ وَ " جَعَلْ لَكُمُ الْأَرْضَ " ؛ فَمَنْ أَدْغَمَ فَلِاجْتِمَاعِ حَرْفَيْنِ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ؛ وَكَثْرَةِ الْحَرَكَاتِ؛ وَمَنْ أَظْهَرَ - وَهُوَ الْوَجْهُ؛ وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ الْقُرَّاءِ - فَلِأَنَّهُمَا مُنْفَصِلَانِ مِنْ كَلِمَتَيْنِ. وَقَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ -:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=22فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ؛ هَذَا احْتِجَاجٌ عَلَيْهِمْ؛ لِإِقْرَارِهِمْ بِأَنَّهُ اللَّهُ خَالِقُهُمْ؛ فَقِيلَ لَهُمْ: لَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَمْثَالًا؛ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ لَا يَخْلُقُونَ؛ وَاللَّهُ الْخَالِقُ؛ وَفِي اللُّغَةِ: " فُلَانٌ نِدُّ فُلَانٍ " ؛ وَ " نَدِيدُ فُلَانٍ " ؛ قَالَ
جَرِيرٌ :
أَتَيْمًا تَجْعَلُونَ إِلَيَّ نِدًّا ... وَمَا تَيْمٌ لِذِي حَسَبٍ نَدِيدُ
[ ص: 100 ] فَهَذِهِ الْآيَةُ؛ وَالَّتِي قَبْلَهَا؛ احْتِجَاجٌ عَلَيْهِمْ فِي تَثْبِيتِ تَوْحِيدِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ -؛