ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم ؛ أي: لم أحل لكم شيئا بغير برهان؛ فهو حق عليكم اتباعي؛ لأني أنبئكم ببرهان؛ وتحليل طيبات كانت حرمت عليكم؛ فاتقوا الله وأطيعون ؛ أي: اتبعوني؛ قال : معنى أبو عبيدة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم ؛ قال: معناه: كل الذي حرم عليكم؛ وهذا مستحيل في اللغة؛ وفي التفسير؛ وما عليه العمل؛ فأما استحالته في اللغة فإن " البعض " ؛ و " الجزء " ؛ لا يكون " الكل " ؛ وأنشد في ذلك بيتا غلط في معناه؛ وهو قول أبو عبيدة لبيد :
تراك منزلة إذا لم أرضها ... أو يعتلق بعض النفوس حمامها
قال: المعنى: " أو يعتلق كل النفوس حمامها " ؛ وهذا كلام تستعمله الناس؛ يقول القائل: " بعضنا يعرفك " ؛ يريد: أنا أعرفك؛ فهذا إنما هو تبعيض صحيح؛ وإنما جاءهم عيسى بتحليل ما كان حراما عليهم؛ قال الله - عز وجل -: فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ؛ وهي نحو الشحوم؛ وما يتبعها في التحريم؛ فأما أن يكون أحل لهم القتل؛ والسرقة؛ والزنا؛ فمحال. [ ص: 416 ] ومعنى: هذا صراط مستقيم أي: هذا طريق الدين مستويا.