الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون ؛ أي: كنتم تكذبون بالبعث؛ والجنة؛ والنار؛ ثم أعلم - عز وجل - أين محل كتاب الأبرار؛ وما لهم من النعيم؛ فرفع كتابهم على قدر مرتبتهم؛ كما سفل وخسس كتاب الفجار؛ فقال: كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين ؛ أي: أعلى الأمكنة . [ ص: 300 ] وما أدراك ما عليون ؛ وإعراب هذا الاسم كإعراب الجمع؛ لأنه على لفظ الجمع؛ كما تقول: "هذه قنسرون"؛ و"رأيت قنسرين"؛ وقال بعض النحويين: هذا جمع لما لا يحد واحده؛ نحو: "ثلاثون؛ وأربعون"؛ فـ "ثلاثون"؛ كان لفظه لفظ جمع "ثلاث"؛ وكذلك قول الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        قد شربت إلا دهيدهينا ... قليصات وأبيكرينا



                                                                                                                                                                                                                                        يعني أن الإبل قد شربت إلا جمع الدهداه؛ و"الدهداه": حاشية الإبل؛ كان قليصات وأبيكرين؛ و"دهيدهين"؛ جمع؛ ليس واحده محدودا معلوم العدد؛ والقول الأول قول أكثر النحويين؛ وأبينها.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية