وكائن بالأباطح من صديق ... يراني لو أصبت هو المصابا
وقال الشاعر أيضا: [ ص: 476 ]
وكائن رددنا عنكم من مدجج ... يجيء أمام الألف يردى مقنعا
ومثل التشديد قوله:
كأين في المعاشر من أناس ... أخوهم فوقهم وهم كرام
أعلم الله - جل وعز - أن كثيرا من الأنبياء قاتل معه جماعة؛ فلم يهنوا؛ فقال الله - عز وجل -: ربيون كثير
فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا ؛ معنى " فما وهنوا " : فما فتروا؛ " وما ضعفوا " : وما جبنوا عن قتال عدوهم؛ ومعنى: " ما استكانوا " : ما خضعوا لعدوهم؛ وتقرأ - وهو الأكثر -: " ربيون " ؛ بكسر الراء؛ وبعضهم يقرأ: " ربيون " ؛ بضم الراء؛ وقيل في تفسير " ربيون كثير " ؛ أنهم الجماعات الكثيرة؛ وقال بعضهم: الربوة: عشرة آلاف؛ وقيل: الربيون: العلماء الأتقياء؛ الصبر على ما يصيبهم في الله - عز وجل -؛ وكلا القولين حسن جميل؛ وتقرأ: " قتل معه " ؛ و " قاتل معه " ؛ فمن قرأ " قاتل " ؛ المعنى: إنهم قاتلوا وما وهنوا في قتالهم؛ ومن قرأ " قتل " ؛ فالأجود أن يكون " قتل " ؛ للنبي - عليه السلام -؛ المعنى: " وكأين من نبي قتل؛ ومعه ربيون؛ فما وهنوا بعد قتله " ؛ لأن هؤلاء الذين وهنوا كانوا توهموا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قتل؛ فأعلم الله - عز وجل - أن الربانيين بعد قتل نبيهم ما وهنوا؛ وجائز أن يكون " قتل " ؛ للربانيين؛ ويكون " فما وهنوا " ؛ أي: ما وهن من بقي منهم.