أدوت له لأختله ... فهيهات الفتى حذرا
و " أدي اللبن؛ أديا " ؛ إذا حمض. [ ص: 68 ] وقوله : فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ؛ معنى " تنازعتم " : اختلفتم؛ وتجادلتم؛ وقال كل فريق : القول قولي؛ واشتقاق المنازعة أن كل واحد منهما ينزع الحجة؛ وفي هذه الآية أمر مؤكد يدل على أن القصد للاختلاف كفر؛ وأن الإيمان اتباع الإجماع والسنة؛ ولا يخلو قوله - عز وجل - : فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ؛ من أحد أمرين : إما أن تردوا ما اختلفتم فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله؛ أو تقولوا - إن لم تعلموه - : الله ورسوله أعلم؛ ذلك خير وأحسن تأويلا ؛ أي : إن ردكم ما اختلفتم فيه إلى ما أتى من عند الله؛ وترككم التحارب خير؛ وأحسن تأويلا لكم؛ أي : أحسن عاقبة لكم؛ وجائز أن يكون " أحسن تأويلا " : أي : أحسن من تأولكم أنتم؛ دون ردكم إياه إلى الكتاب والسنة؛ و " تأويلا " ؛ منصوب على التمييز.