و " بنت " ؛ يدل على أنه يستقيم أن يكون " فعلا " ؛ ويجوز أن يكون " فعل " ؛ نقلت إلى " فعل " ؛ كما نقلت " أخت " ؛ من " فعل " ؛ إلى " فعل " ؛ فأما " بنات " ؛ فهو ليس بجمع " بنت " ؛ على لفظها؛ إنما ردت إلى أصلها؛ فجمعت " بنات " ؛ على أن الأصل في " بنت " : " فعلة " ؛ كأنها مما حذفت لامه؛ [ ص: 131 ] والأخفش يختار أن يكون المحذوف من " ابن " : الواو؛ قال: لأن أكثر ما تحذف الواو بثقلها؛ والياء تحذف أيضا للثقل؛ قال أبو إسحاق : والدليل على ذلك أن " يدا " ؛ قد أجمعوا على أن المحذوف منه الياء؛ ولهم دليل قاطع على الإجماع؛ يقال: " يديت إليه يدا " ؛ و " دم " ؛ محذوف منه الياء؛ يقال: " دم " ؛ و " دميان " ؛ قال الشاعر:
فلو أنا على حجر ذبحنا ... جرى الدميان بالخبر اليقين
و " البنوة " ؛ ليست بشاهد قاطع في الواو؛ لأنهم يقولون: " الفتوة " ؛ و " الفتيان " ؛ في التثنية؛ قال - عز وجل -: ودخل معه السجن فتيان ؛ ف " ابن " ؛ يجوز أن يكون المحذوف منه الواو؛ أو الياء؛ وهما عندي متساويان.
وقوله - عز وجل -: وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ؛ [ ص: 132 ] يعني: في النجاة من آل فرعون؛ و " البلاء " ؛ ههنا: النعمة؛ يروى عن أنه قال: " البلاء؛ ثم الثناء " ؛ أي: الإنعام؛ ثم الشكر؛ قال الأحنف زهير :
جزى الله بالإحسان ما فعلا بنا ... وأبلاهما خير البلاء الذي يبلو
وقال الله - عز وجل -: وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا