وقوله : وآتينا داود زبورا ؛ القراءة فيه بفتح الزاي؛ وضمها؛ وأكثر القراء على فتح الزاي؛ وقد قرأت جماعة : " زبورا " ؛ بضم الزاي؛ منهم الأعمش؛ فمن قرأ : " زبورا " ؛ بفتح الزاي؛ فمعناه : " كتابا " ؛ وهذا الوجه عند أهل اللغة؛ لأن الآثار كذا جاءت " زبور وحمزة؛ داود " ؛ كما جاء " توراة موسى " ؛ و " إنجيل عيسى " . [ ص: 133 ] ومن قرأ : " زبورا " ؛ بضم الزاي؛ فمعناه : " وآتيناه كتبا " ؛ جمع " زبر " ؛ و " زبور " ؛ ويقال : " ذبرت الكتاب؛ أذبره؛ ذبرا " ؛ إذا كتبت؛ و " ذبرت؛ أذبر؛ ذبرا " ؛ و " أذبر " ؛ إذا قرأت؛ و " الزبر " : في اللغة : إحكام العمل في البئر خاصة؛ تقول : " بئر مزبورة " ؛ إذا كانت مطوية بالحجارة؛ و " الزبر " : إحكام الكتاب؛ وقول الشاعر :
هوجاء ليس للبها زبر
يصف ريحا؛ جعل هذا مثلا لها؛ كأنه قال : ليس لشأنها قوة في الاستواء؛ وقوله - جل وعز - : آتوني زبر الحديد ؛ واحدها " زبرة " ؛ وهي قطع الحديد.