وأهل خباء صالح كنت بينهم ... قد احتربوا في عاجل أنا آجله
أي : أنا جانيه؛ وتأويل " الويل " ؛ في اللغة : قال : " الويل " : كلمة تقال عند الهلكة؛ وقيل : " الويل " : واد في جهنم؛ وهذا غير خارج من مذاهب أهل اللغة؛ لأن من وقع في ذلك فقد وقع في هلكة؛ وقوله : سيبويه أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض ؛ " فساد " ؛ معطوف على " نفس " ؛ المعنى : " بغير فساد " ؛ فكأنما قتل الناس جميعا ؛ [ ص: 169 ] أي : المؤمنون كلهم خصماء القاتل؛ وقد وترهم وتر من قصد لقتلهم جميعا؛ ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ؛ أي : من استنقذها من غرق؛ أو حرق؛ أو هدم؛ أو ما يميت لا محالة؛ أو استنقذها من ضلالة؛ فكأنما أحيا الناس جميعا؛ أي : أجره على الله أجر من أحياهم أجمعين؛ وجائز أن يكون في إسدائه إليهم المعروف بإحيائه أخاهم المؤمن بمنزلة من أحيا كل واحد منهم؛ فإن قال قائل : كيف يكون ثوابه ثواب من أحياهم جميعا؟ فالجواب في هذا كالجواب في قوله (تعالى) : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ؛ فالتأويل أن الثواب الذي إذا جعل للحسنة كان غاية ما يتمنى؛ يعطى العامل لها عشرة أمثاله.