وكل رجاس يسوق الرجسا
وأما " الرجز " ؛ بالزاي؛ فالعذاب؛ أو العمل الذي يؤدي إلى العذاب؛ قال الله : لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ؛ أي : كشفت عنا العذاب؛ وقوله : والرجز فاهجر ؛ قالوا : عبادة الأوثان؛ وأصل " الرجز " ؛ في اللغة : تتابع الحركات؛ فمن ذلك قولهم : " رجزاء " ؛ إذا كانت ترتعد قوائمها عند قيامها؛ ومن هذا " رجز الشعر " ؛ لأنه أقصر أبيات الشعر؛ والانتقال فيه من بيت إلى بيت سريع؛ نحو قوله :
يا ليتني فيها جذع ... أخب فيها وأضع
ونحو قولهم :
صبرا بني عبد الدار
ونحو قولهم :
ما هاج أحزانا وشجوا قد شجا
[ ص: 205 ] وزعم أن الرجز ليس بشعر؛ وإنما هو أنصاف أبيات؛ أو أثلاث؛ ودليل الخليل في ذلك ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " الخليل ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا؛ وتأتيك من لم تزود بالأخبار " ؛ قال : لو كان نصف البيت شعرا ما جرى على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم - " الخليل ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا " ؛ وجاء النصف الثاني على غير تأليف الشعر؛ لأن نصف البيت لا يقال له : " شعر " ؛ ولا " بيت " ؛ ولو جاز أن يقال لنصف البيت : " شعر " ؛ لقيل لجزء منه : " شعر " ؛ وجرى على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما روي : " عبد المطلب " ؛ قال بعضهم : إنما هو : " لا كذب أنا ابن أنا النبي لا كذب؛ أنا ابن عبد المطلب " ؛ بفتح الباء؛ على الوصل؛ قال : فلو كان شعرا لم يجر على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قال الله : الخليل وما علمناه الشعر وما ينبغي له ؛ أي : ما يسهل له؛ قال : كان قول الأخفش : إن هذه الأشياء شعر؛ وأنا أقول : إنها ليست بشعر؛ وذكر أنه ألزم الخليل أن الخليل اعتقده؛ ومعنى " الرجز " : العذاب المقلقل لشدته قلقلة شديدة متتابعة؛ ومعنى الخليل فاجتنبوه أي : اتركوه. [ ص: 206 ] واشتقاقه في اللغة : كونوا جانبا منه؛ أي : في ناحية.