إني أمير المؤمنين الممتاد
و " ماد زيد عمرا " ؛ إذا أعطاه؛ والأصل عندي في " مائدة " ؛ أنها " فاعلة " ؛ من " ماد؛ يميد " ؛ إذا تحرك؛ فكأنها تميد بما عليها؛ وقيل في التفسير : إنها أنزلت عليهم في يوم الأحد؛ وكان عليها خبز؛ [ ص: 221 ] وسمك؛ فالنصارى تجعل الأحد عيدا - فيما قيل - لذلك؛ وقال بعضهم : إنها لم تنزل للتهود الذي وقع في الكفر بعد نزولها؛ والأشبه أن تكون لأن نزولها قد جاء ذكره في هذه القصة؛ قال الله - عز وجل - : إني منـزلها عليكم ؛ وقال غير أهل الإسلام : إنها نزلت؛ والأخبار أنها انتهت؛ فالتصديق بها واجب؛ فأما وجه مسألة الحواريين عيسى المائدة؛ فيحمل ضربين؛ أحدهما أن يكونوا ازدادوا تثبيتا؛ كما قال إبراهيم : رب أرني كيف تحي الموتى ؛ وجائز أن تكون مسألتهم المائدة قبل علمهم أنه أبرأ الأكمه والأبرص؛ وأنه أحيا الموتى؛ وأما قول عيسى للحواريين : اتقوا الله إن كنتم مؤمنين ؛ فإنما أمرهم ألا يقترحوا هم الآيات؛ وألا يقدموا بين يدي الله ورسوله؛ لأن الله قد أراهم الآيات والبراهين بإحياء الموتى؛ وهو أوكد فيما سألوا؛ وطلبوا.